فاتن دعبول
يقولون إن «الاختلاف لا يفسد للود قضية» وعجلة الحياة تسير رغم أعبائها الكثيرة التي تكاد تطال في ثقلها أحيانا عنان السماء، هذا قانون حياتي ربما جميعنا يدركه في خبرته الحياتية كبرت أم صغرت هذه الخبرة والتجربة.
وصحيح أيضا أن عجلة إعلامنا تسير، رغم ما تتلقاه أقلامنا من صدمات حينا، ومفارقات حينا آخر، وللانتقادات في أحايين كثيرة، لكن ذلك لاشك ينعكس سلبا على أداء أصحاب السلطة الرابعة، وهم من وقف وفيا للوطن وقدم عشرات بل مئات من فرسانه كرمى الكلمة الصادقة أن تبقى محلقة، تتحدى سماءات الفضاء التي أعملت معولها في تشويه الحقائق وبث سمومها في صفوف الشعب تريد طمس معالمها، لتسود البشاعة والحقد، ويندثر الحب والسلام.
اليوم تكثر التحليلات والتأويلات حول إعلامنا «المرئي والمسموع والمقروء» من مثل أنه لايمتلك مقومات الإعلام الناجح تارة، وأنه قاصر على أداء دوره بالشكل المهني العالي تارة أخرى، وأشياء كثيرة تطل علينا كل يوم لتؤرق العاملين في هذه المؤسسات، في وقت نحن بأمس الحاجة للتماسك ورص الصفوف، وترتيب بيتنا الإعلامي الداخلي، بعيدا عن إثارة اللغط والأقاويل التي باتت تثير حفيظة الإعلاميين في أوساطهم كافة.
جميعنا يدرك أن حربنا إعلامية ثقافية بامتياز، وهو السلاح الأمضى الذي يستخدمه الآخر ضدنا، ويتفنن هذا الآخر في تقنياته وخبرته وسماءات الفضاء التي يهيمن عليها، ليكون الأكثر تأثيرا وانتشارا، في تحقيق غاياته العدوانية والإرهابية في حربه على وطننا سورية.
ونحن والحال هذه أليس حريا بنا أن نجتهد في تطوير أدواتنا، والعمل على تمكين إعلاميينا، للنهوض بسلطاتنا الإعلامية» كوادر وتقنيات» بدل أن نجلد أنفسنا ونجلد مؤسساتنا، في ظل حرب مجنونة قاسية تكاد تغزو قلوبنا حزنا وأسى، كما غزوها على بلادنا قتلا وتدميرا؟!
الكلمة والرصاصة صنوان في الدفاع عن الوطن، ولم تهن العزيمة يوما، وستبقى منابرنا الإعلامية تتربع على عرش الكلمة الحرة الصادقة المقاومة.