شرر أردوغان المتطاير

عبد الحليم سعود

في سعيه المتواصل لاستكمال ديكتاتوريته المفصلة على مقاس أوهامه العثمانية، لا يتورع حاكم تركيا الوقح عن ارتكاب أي موبقة مهما كانت نتائجها،

فبعد حملات القمع والترهيب والاعتقال التي طاولت شرائح واسعة في المجتمع التركي بذريعة الانقلاب الفاشل، تطايرت شرور أردوغان في كل الاتجاهات لتصيب القارة العجوز، ملصقا بها تهمة لطالما جاهدت للتبرؤ منها والنأي عن تداعياتها إرضاء لخاطر الحركة الصهيونية..!‏

الهجوم الهستيري الذي يشنه أردوغان وأركان حكمه «الثيوقراطي» الفاشل على الحكومة الهولندية بسبب منعها وزراء أتراك من تنظيم فعاليات على أراضيها لحشد الدعم لطموحاته الرئاسية، تجاوز حدود اللياقة الدبلوماسية المعهودة والعلاقات الطبيعية بين الدول، وبلغ مرحلة من التصعيد الكلامي والإعلامي كاد الهولنديون معها يشكرون الجغرافيا لأنها باعدتهم عن تركيا ولم تشرع حدود بلادهم المنخفضة أمام غزو تركي محتمل..؟!‏‏

فبالإضافة إلى رشق الأوروبيين بعبارات نابية واتهام الحكومة الهولندية بالنازية ومطالبتها بالاعتذار وطرد سفيرها، وتشجيع قطعان الإخوانية داخل حزبه على مهاجمة القنصلية الهولندية في اسطنبول، حاول أردوغان بالأمس حشد المجتمع الدولي إلى جانب «مظلوميته» عبر مطالبة المنظمات الدولية بمعاقبة أمستردام، وكأن الأخيرة اجتاحت الأراضي التركية وارتكبت مجازر شنيعة بحق «المستضعفين» الأتراك..!!‏‏

القضية ـ كما هو واضح ـ أبعد من أزمة دبلوماسية ناشئة على خلفية منع وزير تركي من دخول هولندا، بل تعود لأسباب أخرى منها رفض أوروبا المتكرر لانضمام أنقرة لاتحادها وعدم خضوعها للابتزاز التركي المستمر في موضوع اللاجئين والهجرة، ورغبة أردوغان في حشد القوميين الأتراك إلى جانبه في معركته لتعديل الدستور، وهذا ما يفسر حالة الهستيريا والشطط والعجرفة التي وصل إليها طاغية تركيا ما يلزم أوروبا بوضع حد لها قبل أن تتحول إلى مفخخات في الشوارع الأوروبية، إذ مازال قطار الارهاب العابر لتركيا ذهابا وإيابا يسير بأقصى سرعته، وأوروبا أكثر من يعرف ذلك..!!‏‏

 

اخبار الاتحاد