فصل “المعارضة” عن الإرهابيين يتصدر نقاشات “أستانا3”.. الجعفري: النظام التركي يعرقل.. وعدم مشاركة المجموعات الإرهابية لا تعنينا

تصدر موضوع فصل “المعارضة” عن الإرهابيين  النقاشات التي أجراها وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري مع وفدي روسيا وإيران في إطار اجتماع “أستانا 3 “. حيث قال الجعفري خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس إن الوفد ناقش مع الوفد الروسي إلى الاجتماع كل التحضيرات الجارية لنجاحه وبما يضمن الخروج بنتائج إيجابية تتناسب مع الجهد الكبير الذي بذلته روسيا وإيران والحكومة السورية مؤكداً انخراط وفد الجمهورية العربية السورية بنفس إيجابي لإنجاح الجولة الثالثة من أستانا.
وحول عدم مشاركة المجموعات الإرهابية بالاجتماع بين الجعفري أن مسألة حضورها من عدمها لا تعنينا بشكل مباشر، وهو يخدم وجهة نظر الحكومة السورية ويظهر العورة السياسية لهذه المجموعات التي هي بالأساس غير مستقلة برأيها، مؤكداً أن النظام التركي يحاول عرقلة المحادثات.
وفيما أكد رئيس الوفد الروسي أن التقدم موجود في محادثات أستانا الحالية رغم غياب “المعارضة المسلحة”، قال وزير الخارجية الكازاخي خيرات عبد الرحمانوف إن هذه الجولة ستركز على تثبيت وقف الأعمال القتالية. في حين شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المهمة الأساسية للمحادثات ليست الحفاظ على الوضع القائم وتجميده وإنما العمل على إحراز تقدم في تعزيز الأمن والاستقرار وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، مبيناً أن الأسباب التي أعلنتها الفصائل المسلحة على أنها سبب في تعليق مشاركتها غير مقنعة، بينما أكد السفير الإيراني لدى روسيا مهدي سنائي أن موسكو وطهران تتخذان موقفاً مشتركاً إزاء الوضع في سورية، وشدد على أن الجهود التي يبذلها البلدان في سورية تكللت بالنجاح وحققت ما عجز عن فعله آخرون وهو محاربة التنظيمات الإرهابية.
وفي التفاصيل، قال رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع “أستانا 3” عقب لقاء مع الوفد الروسي مساء أمس إن الجانب التركي يعرقل نجاح أستانا ونحن ندرك أن عدم مجيء الجماعات المسلحة يصب في هذا الاتجاه وبتعليمات طبعاً من المشغل التركي ومع ذلك فإن العمل السياسي يتحمل الكثير من المسؤولية ولذلك نحن ننخرط بشكل إيجابي مع الجانبين الروسي والإيراني وستستمر المباحثات غير الرسمية غداً والعمل يسير بصورة مشددة.
كما أعلن الجعفري أن الوفد أجرى خلال لقاء مع الوفد الإيراني جلسة استكشافية تشاورية جديدة حول كل القضايا المتصلة بالتحضيرات لإنجاح الجولة الثالثة من أستانا.
وقال الجعفري عقب اللقاء مساء أمس تبادلنا الآراء مع الوفد الإيراني كما كنا تبادلناها مع الوفد الروسي وكلاهما يمثلان دولتين ضامنتين وحليفين للجمهورية العربية السورية ومن الضروري جداً أن نتبادل الآراء للوقوف على أرضية مشتركة وتقييم مشترك في أستانا والأمور تنبئ بالخير إن شاء الله وهناك قراءة مشتركة للوفود الثلاثة سوف تدفع قدماً بمسار أستانا إلى الأمام.
وكان الجعفري قال في تصريح للصحفيين على هامش اجتماع أستانا في وقت سابق أمس نحن حريصون كل الحرص على إنجاح مسار أستانا ووصول المحادثات هنا إلى بر الأمان بما يخدم مصالحنا القومية العليا والشعب السوري سواء حضرت الفصائل المسلحة أم لا وأعتقد أن هذا الموقف هو موقف معظم المشاركين في أستانا، وأضاف أجرينا مباحثات مع الوفد الروسي حول جدول أعمال أستانا 3 وكانت المباحثات استكشافية جدية حول جدول أعمال اجتماعاتنا في أستانا 3 وقمنا بتقييم سياسي لمجمل الوضع والمشهد السائد حالياً سواء في الداخل السوري أو في الإقليم أو على صعيد المواقف الدولية من الأزمة في سورية وكانت الرؤية مشتركة واتفقنا حول الكثير من النقاط وسنعاود الاجتماع هذا المساء الساعة ال 7 للبدء في مناقشة معمقة لما سميناه جدول أعمال اجتماع أستانا.
وأشار الجعفري إلى أن موضوع فصل المعارضة عن الإرهابيين سيتصدر محادثات أستانا 3 ولم نبحث مع روسيا توقيع أي وثيقة في أستانا، وأوضح أن وفد الجمهورية العربية السورية جاء إلى أستانا للقاء ضامنين اثنين هما إيران وروسيا، مؤكداً أن مسألة حضور الفصائل المسلحة من عدمها لا تعنينا بشكل مباشر، وتابع: بطبيعة الحال عدم حضور الفصائل المسلحة يخدم وجهة نظر الحكومة السورية ويظهر العورة السياسية لهذه المجموعات المسلحة التي هي بالأساس غير مستقلة برأيها. وأوضح الجعفري سواء حضروا أم لا هذا ليس قرار الفصائل بل قرار مشغليهم وبالتالي المسالة سياسية تتعلق بالضامنين الثلاثة وعندما يخل أحد الضامنين بالتزاماته وأعني بذلك تركيا .. وهي من يجب أن يسأل عن حضور هذه المجموعات.
كما أجرى وفد الجمهورية العربية السورية مع الوفد الروسي برئاسة الممثل الخاص للرئيس الروسي الكسندر لافرينتيف لقاء تشاورياً في إطار الجولة الثالثة من اجتماع أستانا.
وأكد لافرنتييف أن وفد الجمهورية العربية السورية لديه نهج بناء في اجتماعات أستانا مبيناً في الوقت ذاته أن غياب وفد المعارضة المسلحة لن يؤثر على هذه الاجتماعات، مبيناً أن لدى البلدان الثلاثة الضامنة الكثير من الأسئلة التي يجب بحثها وتتطلب قرارات متزنة وبالتالي نحتاج إلى الوقت لقبول عدد من الوثائق التي هي تحت طور العمل وأيضاً الاتفاق على ذلك.
وقال لافرنتييف إن التقدم موجود في محادثات أستانا الحالية كما كان موجوداً في أستانا 1و2 رغم غياب “المعارضة المسلحة” وأعتقد أنهم مع الزمن سيدركون خطأ تصرفهم.. سيكون لديهم مسؤولية أكبر في هذا الصدد.
ولفت مبعوث الرئيس الروسي إلى أن تعزيز اتفاق وقف الأعمال القتالية وآلية الرقابة على الخروقات هي إحدى المسائل المهمة المطروحة خلال اجتماعات أستانا إلى جانب الاتفاق بشأن مناطق المصالحة.. ومسألة طرحها الجانب الروسي تتعلق بملف المحتجزين لدى الأطراف، وأشار إلى أن بلاده تعتبر مساري أستانا وجنيف مكملين لبعضهما البعض معتبراً أنه لا يجب أن تكون هناك حدود بشأن الحديث عن مسائل معينة في أستانا ومواضيع أخرى في جنيف لأن العمليتين مرتبطتان ولا يمكن فصلهما.
وأعلن لافرنتييف أن العمل سيتواصل غداً “اليوم” وسيكون هناك لقاء ختامي للبلدان الثلاثة الضامنة.
وفي وقت سابق قال لافرنتييف إن روسيا لم تتلق بعد إيضاحات إضافية من “المعارضة السورية” حول مطالبها وعليهم القدوم إلى أستانا أولاً والإفصاح عنها والعمل جار على هذا الأمر، معتبراً أنه من دون وجود هؤلاء سيكون من المستحيل وضع خريطة الفصل بين الإرهابيين وجماعات المعارضة المسلحة، وأضاف إن العمل سيتواصل مع الذين وصلوا لحضور اجتماع استانا 3 وهم يمثلون الوفدين الإيراني والتركي ولا سيما أن العملية التفاوضية بدأت في الأساس بصيغة ثلاثية الأطراف، معرباً عن أمل الوفد الروسي إلى أستانا 3 في ظهور نهج بناء لدى تركيا بشأن مسألة التوافق على خارطة فصل الإرهابيين عن المعارضة في سورية.
من جانبه قال وزير الخارجية الكازاخي خيرات عبد الرحمانوف”في تصريح له أمس إن وفدي إيران وتركيا على مستوى نائبي وزيري الخارجية وصلا إلى العاصمة الكازاخية، وأوضح أن الجولة الثالثة من المحادثات ستركز على تثبيت وقف الأعمال القتالية.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكازاخستانية أنور جايناكوف إن الوفد الأمريكي إلى الاجتماع يضم سفير الولايات المتحدة في كازاخستان جورج كرول ومسؤولاً من واشنطن.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المهمة الأساسية لمحادثات أستانا حول سورية ليست الحفاظ على الوضع القائم وتجميده وإنما العمل على إحراز تقدم في تعزيز الأمن والاستقرار وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254. وبين لافروف في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية الكونغو الديمقراطية جون كلود غاكوسو أمس أن الأسباب التي أعلنتها الفصائل المسلحة عبر وسائل الإعلام أنها سبب في تعليق مشاركتها في اجتماع أستانا 3 غير مقنعة، وأشار إلى أن الخروقات المسجلة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية باتت أقل بكثير من السابق وأن وزارتي الخارجية والدفاع تحاولان الحصول على كل التفاصيل بهذا الخصوص ويتم تبادل المعلومات بشكل يومي من قبل العسكريين الروس والأتراك.
بدوره أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن اجتماعات أستانا مهمة للغاية وأن روسيا كانت تدرك منذ البداية أن العملية ستكون معقدة بشكل كبير. وقال بيسكوف للصحفيين رداً على سؤال فيما إذا كان الكرملين يتابع مجريات اجتماع أستانا 3: بالتأكيد نتابع هذه المحادثات وبالتأكيد نعتبر أن عملية أستانا مهمة للغاية ومنذ البداية أخذنا بعين الاعتبار أنها ستكون بمنتهى الصعوبة، مضيفاً إن وضع المحادثات يصبح أصعب في بعض الأحيان بسبب وجود اختلافات كبيرة في النهج الذي تتبعه الأطراف المختلفة لكن العمل مستمر.
من جهة ثانية أعلن المكتب الصحفي لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا أن الحوار السوري السوري في جنيف سيستأنف في 23 آذار الجاري. وجاء في بيان صدر عن مكتب دي ميستورا أن المبعوث الأممي وجه دعوة إلى المشاركين في مؤتمر جنيف الرابع للعودة إلى قصر الأمم في جنيف بسويسرا لمواصلة المحادثات بين الأطراف السورية يوم 23 آذار الجاري.

اخبار الاتحاد