مصطفى المقداد
تتصاعد العمليات الإرهابية وتزداد حدة مع اقتراب مؤتمر جنيف ذي النقاط الأربع المتفق عليها والمقررة أممياً في الجولة الماضية، وهذا التصاعد والتصعيد يرتبط باستحقاق جنيف، إضافة إلى رد الفعل المضطرب على إسقاط دفاعاتنا الجوية لطائرة حربية صهيونية
وإصابة أخرى فضلاً عن طائرة استطلاع بدون طيار مؤخراً، الأمر الذي أربك حسابات الكيان الصهيوني، بعد أن عمل على امتداد سنوات العدوان على مهاجمة قواعد دفاعاتنا الجوية على أيدي الإرهابيين للخروج من النتيجة التي وقعوا فيها في الأيام الأخيرة وليجدوا أن العقيدة القتالية المقدسة للجيش العربي السوري الباسل لم تتغير أبداً بعد أكثر من ست سنوات من العدوان الإرهابي، فالعدو الأساس ما زال الكيان الصهيوني، وما زالت استعدادات جيشنا متركزة على مواجهته وهو لم يضعف ولم يتبدل ولم يتغير في آليات الرد والمواجهة في أي وقت، وبالتالي يدرك الصهاينة أنهم فشلوا في مشروع ضرب جوهر قواتنا المسلحة الباسلة، ومن هنا يمكن أن نرى بوضوح أسباب تحركات المجموعات الإرهابية وخاصة على محور جوبر في الأيام الماضية، فلا إنجازات في الميدان، بل خسائر متتالية، ولا تقدم في المسارات السياسية، ولا قدرة في وسائل الإعلام المعادية على اختلاق أكاذيب وروايات ملفقة يمكن أن يعتمدها المعادون الأساسيون لممارسة المزيد من الضغط على المنظمات الدولية واستخدام ذرائع جديدة لإعاقة مسارات السياسة والتفاوض.
إنها حالة الإفلاس بجميع معانيه ومضامينه، فالمليارات من الدولارات لم تنفع في تغيير المعادلة على الأرض، وعشرات آلاف الإرهابيين ممن تم استقدامهم من شتى بقاع الأرض لم ينشروا غير الخراب والدمار والقتل وتراجع حربهم النفسية والإعلامية وخسران القدرة على تعويم وجودهم وحضورهم الدولي، فمن استقدمهم ودربهم ومولهم يقف عاجزاً عن الدفاع عنهم وتقديمهم على أنهم المخلصون للأبرياء أمام الشعوب الغربية، أي أن المشروع الاستعماري الإرهابي يهوي ويتساقط برمته على الأراضي السورية، وأن الكيان الصهيوني لن يكون القوة الوحيدة في المنطقة في ظل كيانات فاشلة وهزيلة لا تقدر على مواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني فأطلقوا مجموعاتهم الإرهابية في محاولة انتحارية مجنونة لتخريب ما يمكن تخريبه قبل استحقاقات الوطن، ليس في جنيف وحدها، وإنما ما سيقرره السوريون داخل سورية وحدهم.