قامت سلطات جنوب أفريقيا العنصرية في 21 /3 /1960 بإطلاق النار على تظاهرة سلمية في مدينة شاربفيل، وبعد المجزرة ببضعة أيام وبالتحديد في 25 آذار ، طلبت 29 دولة افريقية عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن، وصدر عن المجلس قرار يقول بأن الوضع في جنوب أفريقيا قد يتطور إلى ما يهدد السلم والأمن الدوليين، كذلك طلب القرار من حكومة جنوب أفريقيا الإقلاع عن سياسة الفصل العنصري (الابارتايد).
وفي عام 1963 أنشئت منظمة الوحدة الأفريقية، وفي 26/10/ 1966 استطاعت الدول الإفريقية أن تصدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يكرس يوم مذبحة شاربفيل يوماً عالمياً للقضاء على التمييز العنصري.
وبمناسبة يوم القضاء على التمييز العنصري لهذا العام الذي يصادف الذكرى المئوية لصدور وعد بلفور المشؤوم تنعقد القمة العربية الدورية بعد أيام، صحيح أن القمم العربية لم تعد ذات وزن كبير في ميادين السياسة، إلا أنها تبقى أيضاً ظاهرة هامة يصح التفكير فيها ولاسيما حين يتعلق الأمر بتحسين شبه متواضع في كيفية التعامل مع قضية العرب الأولى. حيث أن لدينا قرارات كثيرة تمنع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي التي احتلتها “إسرائيل” في عام 1967، وكثير منها صدر عن الجمعية العامة، وبعضها صدر عن مجلس الأمن، وآخر قرارين من مجلس الأمن، واضحي العبارة في هذا الشأن ، هما ذلك الذي كان في 1/3/1980, عهد الرئيس كارتر الذي به يفتخر، ورقمه 465. أما الثاني ورقمه 2334 وتاريخ 23/12/ 2017 فكان في آخر عهد الرئيس أوباما الذي لم يجرؤ على تأييده ولا على رفضه فاستنكف عن التصويت عليه، إلا أن القرار الأول لم ينفذ، ولا ينتظر أن ينفذ القرار الثاني، بل إن دوائر إعلامية كثيرة تتحدث عن خطط ترسم الآن لكي يكون نصيبه نصيب قرار سابق للأمم المتحدة تعرض للإلغاء هو قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3379 الذي وصم الصهيونية بالعنصرية.
إن إعلان موعد مجزرة شاربفيل يوماً عالمياً للقضاء على التمييز العنصري لم ينه التمييز العنصري، ولم يلغ نظام الابارتايد إلا بعد عقود من إعلان المجزرة، وكذلك من الضروري أن يكون إعلان 2/11 من كل عام يوماً لمناهضة الاستيطان على أراضي الغير نوعاً من تنفيذ القرارين 465 و2334 ، تنفيذاً معنوياً عن طريق تجنيد العالم لكي يتذكر سنوياً أن ثمة عمليات استيطان إسرائيلية على أراض فلسطينية محتلة يعود حق السيادة عليها إلى دولة فلسطين.
د. جورج جبور