بغبطة «جلالته» وأناقة زوجته، كان اللقاء احتفالياً والمصافحة قوية لدرجة تخال فيها أن الأمريكي الرئيس يتعمد إرباك حتى صديقه الإسرائيلي الضيف.
في البيت الأبيض كان اللقاء العائلي، لأول زيارة معلنة لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي في عهد ترامب، وخلف المنبر كان للصديقين «مؤتمر صحفي» ارتفع فيه مؤشر الجواب فوق مستوى شبهات السؤال.
ما بين ترامب ونتنياهو، كان الحوار وعنوان الزيارة «التهنئة والمباركات»، من فلذة الكبد الربيبة «إسرائيل» لأمريكا ورئيسها الأب الجديد. ولطالما كانت فلسطين المحتلة خارج نطاق اهتمام الاثنين إلاّ من حيث «اهتمام» نتنياهو الكبير بارتكاب أبشع الجرائم بحق أهلها، لكنها ستكون حاضرة هامشَ خطابٍ.
الاحتفالية مرّت، والابتسام لعدسات الكاميرات تمّ، وبقي التذكير أن في البيت المزعوم لـ«إسرائيل» يوجد فلسطينيون! ليكون الإيجاز والاختصار اللغوي يليق بألم حضورهم وعذابات نكبتهم عبر التاريخ، و«التصفيق الإسرائيلي واجب» لتصريح ترامب الرئيس وهو يقول: «على الفلسطينيين التّخلي عن الكراهية، والقبول بالدولة اليهودية»!
عن أي كراهية يتحدّث السيد ترامب و«إسرائيل» بلغة حضورها كما طعم السفرجل، واحتلال إسرائيلي ليس إلا غصّاتٍ متتالية تغتال حناجر الجسد الفلسطيني؟ بسلوكيات لقيط مجرم تحاكي جينات أوليائه المستعمرين..
فقط للتذكير، مصطلحات من قبيل: مجازر- تهجير- توطين- مخيمات- فصل عنصري- صبرا وشاتيلا ودير ياسين.. هل مرّت، ولو مروراً عابراً، في وجدانكم الأمريكي؟ ومنظماتكم الدولية، التي تستظل بفيء سياساتكم، ألم تذكّركم بمعاهدات «سيفر- سان ريمو- سايكس بيكو- والخط الأخضر» على أقل تقدير؟
كما للحبّ ثقافته، أيضاً للكراهية «ثقافتها»، و«الصهيونية» لديها أكبر المعاجم والتفاسير لنشر تعاليم البغض والكراهية والعنصرية بسلوكياتها التي تولد بمخاض خلاص مشيمته تقطعه «سكين سياساتهم» التي لن يكون آخرها توطين جديد أو حتى تصريح!!
التصريح الذي لامس أفئدة المعتدين، والمستعمرين، والمطروبين لـ«السياسة» الصهيونية باستثناء أقلية ممن قرأت وسمعت أو عاصرت شيئاً من أخبار التاريخ الاستعماري.
والآن إذ تؤكد «إسرائيل» عن فجورها اللامحدود باختراقات جوية للأراضي السورية معلنة صراحة دعمها لعصابات «داعش» الإرهابية في محاولة يائسة لرفع معنوياتها المنهارة، يأتي الرد لها وعليها حازماً من وسائط دفاعنا الجوية التي أسقطت طائرة عدوة داخل الأراضي المحتلة، وأصابت أخرى، بينما أجبرت البقية على الفرار.. ليستمر فعل الانتصار ومحاربة الإرهاب ولا كأن طيراً في سمائنا قد طار.. و«سفرجلكم السياسي» تلفظه حناجر الأحرار.
ما حصل أمس في جوبر.. في حماة.. في القابون، والقصف الأعمى بصواريخ جبن يحاكي فعل الإرهابي الأكبر المتمثل بـ«إسرائيل»، تلك الصواريخ التي سقطت على دمشق راح ضحيتها المحامي والطالب الجامعي والعجوز وتلميذ مدرسة صغير حمل على ظهره ثقل ما يراه من سلوكيات «ثقافتهم» التي ثابرت على ضخ الكره والقتل للمدنيين.
هي «إسرائيل» التي تحمل معها «ثقافتها» الدموية أينما حلّت، وتبنّيها أي فصيل إرهابي أينما مرّت فإن ريحها تمطر «ثقافة حب بامتياز» حسب التقييم الأمريكي!
في جعبتنا اللغوية الكثير من الأمثال الشعبية التي تليق بتصريحاتكم الناعمة، وأعمالكم المواربة والملتوية، فالسفرجل كيف يمكن أن يذكر وكل عضة منه بغصّة؟!
Prev Post