يبدي تنظيم داعش عاطفة غامرة من الرحمة والخوف على من تبقى من سكان الرقة ويطلب إليهم مغادرتها خشية قصف التحالف الدولي
الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لهم بعد بدء العدوان الجديد المستمر على الأراضي السورية، فيا سبحان مغير الأحوال!!؟
ليست القصة جديدة على داعش فقد سبق لها وأن أخلت مناطق في الشدادي التي تضم حقول الجبسة النفطية جنوب الحسكة دون مواجهة أو قتال مع قوات سورية الديمقراطية المدعومة أميركياً، وهي اليوم ستترك الرقة للقوات الأميركية ومن معها من قوات سورية الديمقراطية المزعومة، فما الذي يعنيه هذا السلوك؟ وهل بعدها من براهين تؤكد تبعية داعش بالمطلق للولايات المتحدة الأميركية، وأن الضرورات الآنية تستدعي تغيير الوجوه وتسليم هذه المناطق من عملاء للولايات المتحدة الأميركية، إلى حلفاء آخرين لهم صفات شكلية مغايرة بعض الشيء، ويمكن أن يقوموا يدور أفضل من اللاعبين القدامى.
أما سبب ترك الرقة المتوقع وحقول الجبسة من قبلها فهو خزائن الذهب الأسود الذي تتربع المنطقتان فوقه، ذلك أن احتلال الولايات المتحدة الحقيقي لهما تحت ذرائع طرد داعش يُؤْمِن لها سرقة الموارد السورية وهنا بيت القصيد، فاتعظوا مما يدور حولنا وما يراد لنا، فهم يعملون لسرقة كل مقدراتنا وتدمير ما بنيناه على مدى العقود الأخيرة، ويحافظون في الوقت نفسه على الأراضي الغنية بالنفط والغاز لاستغلالها وسرقتها، ولكن الأمر لن يكون كما يحلمون فمحاولات استباق الزمن في الوصول إلى الرقة ورفع شعار طرد داعش ليس بهذه البساطة، وليست هكذا طريقة الاستئثار بالحرب المزعومة ضد الإرهاب.
|