بلا مجاملات.. هل يُحاسَب الوزير..؟!

هني الحمدان:

 

قليلة هي الحالات التي  ينال مرتكب فعل الإهمال جزاءه ,إلا في حالات ربما تكاد لا تذكر… فالأخطاء التي يرتكبها الطبيب مثلاً تمر مرور الكرام ,ويدفع ثمن فعلته الشنيعة المواطن سواء من صحته أو من جيبه…
كذلك عندما يهمل المهندس أداء مسؤولياته ولا يحسن التنفيذ على أكمل وجه فتكون النتيجة كارثية, فقد تتداعى بناية كاملة وتسقط  على رؤوس ساكنيها , فماذا يكون مصيره ..؟! سرعان ما تسوّى المسائل ويخرج من أقفاص هذه الكارثة منتصراً..!
والحال تتشابه مع ذاك التاجر المحتكر لمادة غذائية قد تكون أساسية، مستغلاً حاجة العباد وظروفهم الصعبة, فإذا أصابته يد الرقابة بالجرم المشهود «وقليلاً ما تصيب» لما لفوائد «الأتاوات» من تأثير سحري لا يوصف…. نراه يخرج من ارتكابه البشع تجاه لقمة المواطن بأبسط وأسرع الطرق…! يتقن الفنون والأساليب, وربما يطلب تقديم الاعتذار من الجهة التي أشارت إلى تجاوزاته…!
حتى البعض من معلمينا في مدارسنا مع كل التقدير والإجلال لرسالتهم التنويرية المهمة ليسوا في منأى عن وجود بعض الأخطاء تجاه طلبة قد يكونون أبرياء… ففي وقوع حالة إلى أي حد يكون العقاب على فعلة قد تكون شنيعة..؟!
قد نجد أنواعاً من الحسابات ولو بدرجات بسيطة لكن من يدفع فاتورتها..؟ هو المواطن العادي أولاً وأخيراً..
هنا يبرز السؤال: مادام المواطن يدفع كل شيء , حتى هو من يطبق عليه القانون أولاً ويحاسب ويلقى الويلات عند أقل نوع من التجاوزات..! لماذا لا يُحَاسب الوزير عندما يفشل في أداء مهامه ومسؤولياته..؟! نرى أنه كلما يهمل هذا الوزير بما أسند إليه يحاط بشهقات التقدير وربما الإعجاب .. وكلما زادت وتائر أخطائه أتاه الدعم  من كل حدب وصوب.. وأيضا كلما تثبت صنيعة أفعاله بأنه لا يصلح لتدبير أي شيء يتنعم أخيرا بخيرات وحصاد ما جناه من «عرق جبينه»..! ففوائد الكرسي كثيرة, ولا أحد يتنبه لما تم من هدر وتعطيل لهذا المفصل الإداري أو ذاك المرفق الاقتصادي المهم…!
زخرت أيامنا ببعض المسؤولين وبأفعال لا تسر أحداً, فلم يسعدوا مواطناً بل كانت قراراتهم وبالاً على حياة البشر …فهل سيطولهم الحساب الحقيقي ياترى ..؟!

 

اخبار الاتحاد