«الشعيرات» يعرّي ترامب

أحمد ضوا:سانا

أدلى الكثيرون بدلوهم في تحليل وتحديد أهداف وأبعاد العدوان الأميركي على مطار الشعيرات وسط سورية لدرجة أن هذا العمل العدواني استحوذ على اهتمام إعلامي كانت السمة الغالبة عليه هي التناقض في ماهية أهدافه وعواقبه سورياً وإقليمياً ودولياً,

وانعكس ذلك واضحاً أيضاً على جلسة مجلس الأمن التي عقدت لمناقشة هذا التصرف الأميركي الأرعن بطلب من سورية وروسيا وبوليفيا.‏

بالتأكيد إن هذا العدوان وخلافاً لما تروج له إدارة ترامب والسائرون في ركبها الداعمون للإرهاب في سورية لا علاقة له بحماية الشعب السوري إطلاقاً ويعد مطلباً إسرائيلياً في المقام الأول وفتح الباب أمام مزيدٍ من التصعيد الإرهابي الذي يستهدف السوريين، وكل ما تروج له بعض وسائل الإعلام ليس إلا حملة إعلامية منظمة مماثلة للحملة التي حاولت إلباس الحكومة السورية ظلماً وبهتاناً المسؤولية عن حادث خان شيخون الكيميائي الذي يتحمل مسؤوليته الإرهابيون وافتعلوه بتوجيه من مشغليهم لاستجلاب العدوان الأميركي على سورية.‏

لا يحتاج تحديد الهدف الرئيسي للعدوان الأميركي مزيداً من العناء وهو المحاولة الفاشلة لهروب الرئيس الأميركي ترامب من مشكلات إدارته التي لم تستقر وكان أمامه إما العدوان على سورية أو كوريا الديمقراطية, وللأسف رجحت الإغراءات المالية الخليجية وجو الحرب الإرهابية على سورية ودراسة العواقب استهداف مطار الشعيرات وهذا لا يعني أن كوريا الديمقراطية أزيحت عن خط العدوان الأميركي.‏

السؤال الأهم.. هل حقق الرئيس الأميركي و((الببغائيون)) من خلفه ما أرادوه من هذا العدوان أم أن مطار الشعيرات عرّى حقيقة داعمي الإرهاب في سورية والعالم؟‏

قد يرى البعض أنه من السابق لأوانه الإجابة عن هذا السؤال ولكن ووفقاً لما تحدثت عنه الصحافة الأميركية فإن إدارة ترامب تعاني من مشكلةٍ عويصة مرتبطة بطريقة تصرف ترامب الأرعن مع أعضاء إدارته وإنه لهذا السبب أقال /ستيفن بانون/ كبير مستشاريه لشؤون الأمن القومي, وهناك عدد آخر ممن عينهم ترامب يفكرون في ترك مناصبهم الأمر الذي يضع الرئيس الأميركي في مأزق أمام الكونغرس وخاصة الأعضاء الديمقراطيين الذين يشككون في قدرات ترامب الرئاسية.‏

الهدف الوحيد الذي حققه العدوان الأميركي على مطار الشعيرات هو إعطاء الضوء الأخضر للتنظيمات الإرهابية بتكرار حادث خان شيخون الكيميائي في مناطق أخرى داخل سورية وخارجها، إضافة إلى كشف المختبئين خلف أصابعهم والذين هللوا للعدوان واستمراره، الأمر الذي أظهر عمالتهم من جهة وضعفهم وفشلهم في تحقيق مراميهم الحاقدة في سورية عبر دعم الارهاب من جهة أخرى.‏

يستحق مطار الشعيرات العسكري وطياروه وكلّ كوادره الفنية الشكر والامتنان لما يقدمونه من جهدٍ عسكري كبير في ملاحقة التنظيمات الإرهابية وخاصة «داعش»، ولصموده بوجه العدوان الأميركي واستئناف عمله بعد ساعات ليكون كغيره من وحدات الجيش العربي السوري جاهزاً لحماية الشعب السوري من التنظيمات الإرهابية وداعميها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.‏

يجب أن تعرف الولايات المتحدة أن العدوان على مطار الشعيرات لا ينتهي بانطفاء نيران توماهوك، وعواقب ذلك تطول وتطول وحق الدفاع عن النفس والسيادة محفوظ للشعب السوري ولا يسقط بالتقادم.‏

اخبار الاتحاد