محمد البيرق:
إذا كان الكذب ملح السياسيين الأمريكيين في البيت الأبيض، فإن شخصيةً مثل دونالد ترامب طبخة ملح بحد ذاتها، أما قراراته التي كان آخرها توجيه ضربة عدوانية لمطار الشعيرات في سورية، فما هي إلا إشارة إلى سلوك شخص متهوّر غير متّزنٍ.. كيف لا ونفاقه السياسي خيرُ دليل عليه شعاره الانتخابي «محاربة الإرهاب» الذي أدخله البيت الأبيض.
شركاء الشيطان..
نشر موقع قناة العربية «العربية – نت» مجموعةً من المقالات صباح يوم الجمعة 7/4/2017 تتضمن تحريضاً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقيام بعمل عسكري ضد سورية، وهذه المقالات هي: «الهجوم الكيميائي امتحانٌ لترامب» للكاتب عبد الرحمن الراشد، والمتابع يعرف أن الراشد هو الذراع الإعلامية للنظام السعودي… نشر هذا المقال في تاريخ 7/4/2017 الساعة 12,41 ليلاً حسب توقيت «غرينتش» بعد منتصف الليل، ما يعادل الساعة 3,41 فجراً حسب توقيت دمشق.
المقالة الثانية بعنوان: «خان شيخون اختبار ترامب الأول» للكاتب مشاري الزايدي، تاريخ النشر 7/4/2017 الساعة 12,44 «غرينتش» ما يعادل الساعة 3,44 فجراً بتوقيت دمشق.
أما المقال الثالث فهو بعنوان «ترامب يواجه الحقيقة» للكاتب بيير غانم تاريخ النشر 7/4/2017 الساعة 5,42 فجراً بتوقيت «غرينتش» ما يعادله 8,42 صباحاً بتوقيت دمشق.
أي أن المقالات الثلاث منشورة بالتزامن مع توقيت العدوان الأمريكي، وهذا يؤكد أن هناك تشاركاً وتناغماً ما بين المطبخ الإعلامي السعودي والمطبخ الأمريكي – الإسرائيلي.
الضربة هدف
الضربة العدوانية هدف بالنسبة للأمريكي ترامب لـ«رفع الحالة المعنوية» للشريك الأمريكي في سورية من «داعش» و«النصرة» وتركيا والسعودية وقطر..
وكل هذا لإعادة عقارب ساعة المعركة السورية ضد الإرهاب إلى الوراء، حيثُ واقعُ الميدان لا يناسب آمال الأمريكان وحلفائهم.
الضربة هدف
الجميع يعرف أن الأب الروحي لتنظيم «داعش» الإرهابي هو الأمريكي نفسه، ووجه المصلحة والاستفادة من هذا التنظيم التكفيري يكمن في تحريكه وتوجيهه حسب الحاجة الأمريكية، التي هي اليوم إطالة عمر الأزمة في سورية.
الضربة هدف
استعراض بأن أمريكا ليست بعيدة عمّا يحدث في سورية، بمعنى أوضح ليست إلا عملية رفع لسعر الحضور الأمريكي.
الضربة هدف
«إسرائيل» ترى نفسها تسير باتجاه الهزيمة وهي تحاول القيام بخطوات مستقبلية في تجاوز أزمتها الداخلية، فقد باتت تشعر بالخوف وهي تتلمس ملامح انتهاء الأزمة في سورية، وهذا يجعلها مركز انتباه واستقطاب لمن يهتم بشأن القضية الفلسطينية ويرى «إسرائيل» ألد الأعداء.
الضربة هدف
للداخل الأمريكي ولإظهار ترامب بـ«الرجل القوي»، وهي حالة مطلوبة لتلميع صورة الرئيس المنتخب أمام جمهوره وحلفائه من الغرب والعرب في آن واحد.
أما مصلحة الشيطان من هذه الضربة العدوانية فهي في الدرجة الأولى الترتيب للإعلان عن محورٍ معادٍ ضد محور المقاومة، يكون مؤسسوه أعضاءً أساسيين في المطبخ الإسرائيلي من سعودي وقطري وتركي وبزعامة أمريكية.
التزام الدولة السورية وجيشها بالاتفاقيات الدولية، حتى وهي تقاتل أبشع أعداء الإنسانية، ليس إلا لأنها دولة صاحبة سيادة وتحترم المواثيق والمعاهدات الدولية.
ضربة صواريخ «توماهوك» الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية، تحت غطاء كذبة هم مَنْ أطلقوها، ليس لها إلا معنى واحد أنّ تعاقُب هذه الإدارات الأمريكية الشيطانية لا يغيّر من أيديولوجية هذا الشيطان في محاولته الهيمنة على العالم, إلا أن حسابات بيدرهم الإجرامي لم تكن على قدر حسابات الحقل الميداني للجيش العربي السوري.. فها هي الطائرات السورية تُقلع مجدداً من مطار الشعيرات لتضرب مواقع الإرهاب، ولتكون الخيارات المفتوحة أمامنا: «صنع الانتصار».