وجّه اتحاد الصحفيين رسالة إلى اتحاد الصحفيين العرب يدعو فيها إلى العمل على منع العدوان على سورية وجاء في الرسالة الآتي:
السيد أحمد يوسف البهبهاني
رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب
تحية عربية :
تتعرض سورية منذ عامين ونصف إلى هجمة شرسة ومخطط كبير يستهدفها مثلما استهدف بلداناً عربية شقيقة لأنها رفضت خيار الاستسلام للهيمنة الأمريكية الصهيونية وذلك عبر تآمر عربي وإقليمي ودولي وبأدوات محلية ومرتزقة من كل حدب وصوب لا مشروع لهم سوى القتل والتخريب واستهداف كل ما هو سوري، وكان آخر ما قامت به العصابات المسلحة استخدام مواد كيميائية سامة ذهب ضحيتها مواطنين أبرياء، وقد قامت القوى المعادية لسورية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وعبر الفبركة والتضليل بمحاولة تحميل الجيش العربي السوري مسؤولية ذلك وللأسف فقد شاركت بعض دول الجامعة العربية وأجهزة إعلام عديدة في حملة ظالمة ضد الجيش العربي السوري خدمة لهذا المخطط الصهيوني والغربي .
لقد حذرت الحكومة السورية منذ أكثر من عام وفي أكثر من مناسبة من المخاطر الجدية المترتبة على احتمال قيام المجموعات الإرهابية باستخدام المواد الكيميائية في سورية وأخطرت كلا من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بمعلومات حول نشاطات هذه المجموعات في رسائل رسمية بهذا الخصوص وعملت سورية على كشف وفضح أكاذيب الحملة الإعلامية والسياسية والدبلوماسية التي تقودها بعض الدول المسؤولة بشكل مباشر عن سفك الدم السوري ومنع السير في الحل السلمي عبر مؤتمر جنيف 2 وحوار السوريين مع بعضهم البعض .
ولقد لاحظت الحكومة السورية أن دولاً ومنظمات ووسائل إعلام مشبوهة خصصت جهودها لتحميل الحكومة السورية مسؤولية استخدام أي مواد كيميائية توطئة لاستغلال هذه الذريعة مستقبلاً ضد سورية وكان واضحاً حديث الرئيس الأمريكي عن الخطوط الحمر.
وفي سياق تأكيد سورية على ضرورة تجنيب المدنيين الأضرار ولردع الإرهابيين والقوى الداعمة لهم بعد أن استخدموا غاز السارين في ريف حلب، سبق لحكومة الجمهورية العربية السورية أن طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة إرسال بعثة للتحقيق في تلك المجزرة التي ارتكبتها العصابات المسلحة في منطقة خان العسل في ريف حلب … وبعد خمسة أشهر من هذا الطلب وصلت البعثة إلى دمشق بعد أن قامت العصابات المسلحة بدعم من تركيا وبعض الدول العربية بالسيطرة على منطقة خان العسل التي تم فيها استخدام الغاز السام والتي كانت موضوع مهمة بعثة التفتيش الدولية .
وقد فوجئنا بعد وصول بعثة التحقيق بيوم واحد باستخدام العصابات المسلحة لمواد كيماوية ضد المواطنين السوريين ولتبدأ بعدها حملة كبيرة منسقة لاتهام الجيش العربي السوري باستخدام هذه المواد ولتقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالتهديد لضرب سورية حتى دون بدء عمل البعثة التفتيشية وكذلك دون عرض النتائج على مجلس الأمن الدولي وذلك بحجة حماية الشعب السوري …؟!
إن اتهام الجيش العربي السوري باستخدام المواد الكيمائية هو اتهام باطل لا دليل عليه لأن هذا الجيش وعلى مدى العامين والنصف الماضيين اثبت قدرته على مواجهة الإرهابيين وإلحاق الهزيمة بهم .
لقد هاجمت العصابات المسلحة عشرات القرى والمزارع في سورية وآخرها في ريف اللاذقية حيث ذبحوا الأطفال والنساء والرجال ونكلوا بجثثهم دون أن يرف جفن للولايات المتحدة وحلفائها وأن يبادروا إلى اتخاذ موقف لا هي ولا المنظمات الإنسانية التي تزعم أنها تدافع عن الإنسانية .
ولا يزال هناك عشرات الصحفيين وآلاف المواطنين السوريين مخطوفون ومن بينهم رجال دين إسلامي ومسيحي وصحفيين ونساء وأطفال ولم نلمس الحرص الأمريكي والغربي على الشعب العربي السوري .
إن أمانة المسؤولية الوطنية تدفعنا لأن نخاطب العقول والضمائر لاتخاذ موقف واضح مما تقوم به الأطراف الغربية والعربية من دور يمس المصالح القومية للأمة العربية .
إننا في اتحاد الصحفيين السوريين نرى أن العدوان الأمريكي على شعبنا يدخل في إطار العدوان على الأمة العربية خدمة لمصالح إسرائيل وتجزئة المنطقة وإدخالها في الفتنة التي لا تبقى ولا تذر .
إننا ندعو اتحاد الصحفيين العرب والمنظمات الصحفية العربية إلى تحمِّل مسؤولياتها والعمل على منع أي عدوان على سورية وإصدار البيانات التي تدين العدوان الأمريكي والقائمين عليه وداعميه كما ندعو النقابات والزملاء جميعاً إلى تحمل المسؤولية تجاه ذلك وندعو اتحاد الصحفيين العرب إلى التعميم على جميع المنظمات والنقابات القيام بدورها لوقف العدوان والدعوة إلى الحوار لأنه يجنب المنطقة الم0يد من الدمار والخراب .
شاكرون تعاونكم
رئيس اتحاد الصحفيين
اليـاس مـراد