برعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس انطلقت فعاليات مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة الرابع مساء اليوم والذي تقيمه المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق وذلك في قاعة الدراما بالدار.
وقال وزير الثقافة محمد الأحمد في كلمته “نحتفي اليوم بالمواهب الشابة وهي تشق طريقاً صعباً من أجل إثبات الذات والتعبير عن مكنونات الوجدان” مبينا أن شبابنا المبدعين يثبتون للعالم أن الحرب الكونية التي تشن منذ ست سنوات على سورية لن تفل من عزيمتنا ولا من قدرتنا على تذوق الجمال وصنعه عبر الفعل المقاوم للموت والخراب والذي يقف في وجه الفكر الظلامي الساعي لجرنا إلى الوراء قرونا طويلة.
وأكد الأحمد أنه لولا التضحيات التي يقدمها أبطال الجيش العربي السوري لما كان لنا أن ننتج الأفلام والمسرحيات ونرسم اللوحات ونغني وما كنا اليوم هنا نتذوق روعة الفن مؤكدا أن دماء الشهداء لن تذهب هدرا.
وفي تصريح لـ سانا قال وزير الثقافة “إن معظم الأفلام المشاركة في المهرجان حققها فنانون في مقتبل العمر يحملون روحا شابة ما يعطي تميزا خاصا للفيلم الشبابي” مبينا أن هذه الدورة مهداة لروح فنان الشعب الراحل رفيق سبيعي الذي يعتبر فناناً شاملاً تكريما لكل ما قدمه للفن السوري.
وأضاف الأحمد إن المهرجان يؤكد أهمية ترسيخ ثقافة الفيلم القصير في سورية كما هو الحال في كثير من دول العالم التي تعنى بتقديم هذا النوع من السينما ضمن صالات عرض مخصصة له لافتا إلى أن المهرجان نافذة تفتح على أمداء أكثر اتساعاً وتتقبل فكرة الفيلم القصير الذي له جمهوره الكبير والذي تقدمه وتهتم به العديد من المهرجانات السينمائية العالمية.
بدوره قال مراد شاهين المدير العام للمؤسسة العامة للسينما في كلمته إن عشرات الشباب والشابات يؤكدون دورة بعد أخرى من هذا المهرجان أنهم قادرون على خوض تجربة صناعة السينما على المستويات الجمالية والتقنية والفكرية مبينا أن الشباب أثبتوا في الدورات السابقة من المهرجان أنهم على درجة عالية من المسؤولية.
وأضاف شاهين إن مؤسسة السينما حرصت في السنوات السابقة على تقديم كل الخبرات والإمكانات الفنية في خدمة مشروع سينما الشباب الذي تتبلور اليوم تطلعاته الطموحة سواء عبر الأفلام التي حققها المخرجون الشباب أو عبر رفد قطاع السينما في سورية بمواهب واعدة من خلال عمل المؤسسة على تمكين أدواتها وذخيرتها المعرفية عبر دورات الدبلوم السينمائي.
وأشار شاهين إلى أن هذه الدورة من المهرجان جاءت باسم الفنان الكبير الراحل رفيق سبيعي الذي كانت له مساهمة كبيرة في السينما السورية مؤكدا أن أعمال فنان الشعب ستظل شاهداً لأجيال وستبقى منارة لمناحي الإبداع ونبراسا لا ينطفئ في ذاكرة من عرفوا فنه وحضوره المتألق في أفلام السينما السورية.
الفنان سيف الدين سبيعي الذي تسلم درع تكريم المهرجان قال في كلمته “إن موهبة رفيق سبيعي المميزة كان لا بد لها أن تظهر بأبهى صورها وشكلها الاجتماعي الذي قدمه أبو صياح” مبينا أن الفنان الراحل أوغل في بيئته التي صاغ موهبته فيها لينتج علامة فارقة في الفن لا يمكن للعالم أن ينساها.
حفل افتتاح المهرجان الذي أخرجه مأمون الخطيب تضمن لوحات راقصة قدمها راقصو وراقصات فرقة جلنار بإدارة علي حمدان حيث جاءت اللوحات الراقصة مترافقة مع المشاهد الأصلية للرقصات من عدة أفلام سينمائية عالمية عبر شاشة عرض ضخمة على المسرح ما شكل مع السينوغرافيا المرافقة حالة فنية مميزة ومتقنة صنعت أجواء خاصة للحفل.
وتم خلال الحفل إعلان أسماء لجنة تحكيم المهرجان والتي جاءت مكونة من رئيس اللجنة المخرج باسل الخطيب وعضوية كل من الفنانة رنا شميس والناقد والسيناريست سامر اسماعيل والإعلامية المصرية سهير عبد القادر نائب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي سابقاً والفنانة صفاء سلطان والفنانة نادين خوري.
كما تم خلال الحفل تكريم كل من الفنانة رنا جمول والفنان زهير رمضان نقيب الفنانين والإعلامية المصرية سهير عبد القادر والفنانة صباح جزائري ومصممة الأزياء لاريسا عبد الحميد والفنانة ندين تحسين بيك والمنتج السينمائي المصري محسن علم الدين.
وقالت الإعلامية المصرية عبد القادر “أعتبر هذا المهرجان هو عنوان التحدي والمقاومة من قبل سورية” لافتة إلى أن سورية تواجه اليوم شائعات كثيرة عبر الآلة الإعلامية المعادية للعروبة والتي يجب أن نقف في وجهها ونقاومها مؤكدة أن سورية ومصر سيبقيان بلدين عربيين قويين.
بدوره قال المنتج المصري علم الدين “سعدت لرؤية إنتاج سينمائي سوري يمثل مقاومة سورية ويثبت القدرة في التغلب على كل الظروف الصعبة ونيابة عن غرفة صناعة السينما المصرية أدعو وزارة الثقافة السورية للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام”.
حضر حفل افتتاح المهرجان وزير السياحة بشر اليازجي ووزير التعليم العالي عاطف نداف وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في سورية وحشد من الفنانين والمخرجين والإعلاميين والمهتمين.