عض الأصابع

 

يحاول المعتدون على سورية تنفيذ سياسة عض الأصابع ظناً منهم أن سورية وشعبها وجيشها يمكن أن تضعف أمام حجم العدوان بأشكاله المتعددة وأساليبه الشيطانية التي يمارسها منذ أكثر من ست سنوات،

لم يدع خلالها أسلوباً قذراً إلا ولجأ إليه في محاولاته تنفيذ مشروعه الاستعماري الصهيوني الغربي على مدى سنوات العدوان مع ما سبقها من إعداد وتقديم وتمهيد نفسي وإعلامي لهذا العدوان، فذهبت كلها أدراج الرياح.‏

واليوم إذ تتداخل التطورات السياسية مع الأحداث الميدانية وعمليات العدوان المباشرة، فإن النتائج المنتظرة تبقى رهناً بالمستجدات الميدانية في الدرجة الأولى ومواجهة الإرهاب والقضاء عليه واستئصال جذوره، فضلاً عن المتغيرات الدولية المتعلقة بهذا الشأن والاستجابة للوقائع العملية التي تظهر من يقف خلف الإرهابيين ويدعمهم عسكرياً ومعلوماتياً واستخباراتياً، ومن خلال المنظمات الأممية والإقليمية عبر السيطرة الأميركية والغربية والهيمنة الاستعمارية عليها، فالمواقف الجادة وحدها يمكن أن تضع خطوطاً للدخول في مسار سياسي فاعل، خلافاً لواقع الحال الذي يتصف بالمعايير الظالمة والمخالفة لكل القوانين الدولية والتوافقات الثنائية والالتزامات الموقعة، والتناقضات في السياسة الخارجية الأميركية والتهديدات والاعتداءات المتواصلة، وعندها يمكن أن تبدو ملامح الأيام القادمة بعدما تدخل إدارة ترامب أيامها المئة الأولى وتثبت نقاط ارتكاز سياستها الخارجية تجاه سورية وغيرها وخاصة الجمهورية الإيرانية وكوريا الشمالية وأفغانستان باعتبارها تمثل تحديات مزعومة للخطط الأميركية بإداراتها المتعاقبة.‏

وهنا قد تكون العوامل المساعدة أو المعيقة والمعطلة لمسارات جنيف وأستانة أنبوب الاختبار السياسي الذي يحدد مواقف جميع الأطراف الفاعلة والمؤثرة والمتداخلة في الحدث السوري، فإن كان المعتدون التقليديون يواصلون مؤامرتهم المعتادة وسيبقون مستمرين فيها، فإن الاستعداد السوري للمواجهة يبقى في قمة الاستعداد لجميع الاحتمالات من خلال العمل على مستويين متوازيين وهما محاربة الإرهاب في مقابل التفاوض السياسي وكل ذلك بالاستناد إلى سياسة المصالحات المحلية كونها حجر الأساس في الحل النهائي حيث يقرر السوريون وحدهم مستقبل إدارتهم وحكمهم ونظامهم السياسي والاجتماعي بعيداً عن التدخلات الخارجية كلها، وهم قادرون على تحقيق ذلك وحدهم.‏

 

اخبار الاتحاد