خالد الأشهب:
مع أنها مجرد حيوانات لا تفقه معنى أو كرامة لوطن.. اللهم إلا إذا كانت تدرك بالفطرة معنى الحظائر والزرائب الذي لا يعرفه بعض العرب، إلا أن قطيعاً من الخنازير البرية في كركوك العراقية لم يطق أن تطأ الخنازير البشرية أرضه فهاجمها وقتل،
كما يقول الخبر، ثلاثة من إرهابيي داعش ودون أي احتساب للثأر الوحشي الذي أقدم عليه عناصر التنظيم بحق الخنازير بعد ذلك!
لن أتساءل عن معنى وجود مزارع للخنازير أليفة أو برية في العراق، ولا عن بقائها حية حتى اليوم في «حرمة دولة الخلافة».. فللناس في ما تحب وتخفي شؤون وشجون، غير أني أتساءل فعلاً عن خنازير يتلبسون جلود البشر وأسمالهم من العباءة البيضاء إلى الياقة وربطة العنق وصولاً إلى النياشين.. كيف يطيقون أقدام الآخرين وهم يدوسون أرضهم وأوطانهم وأعناقهم في منطقتنا العربية، فلا تتسخ عباءاتهم ولا تنحل ربطات أعناقهم ولا تسقط نياشينهم، لا بل ويبتسمون؟
أتساءل عن المعنى الحقيقي لخنزرة بعض الخنازير البشرية، الذين استبدلوا الأوطان بزرائب الطائفة أو القبيلة وحظائرها، الذين يدفعون المال أكواماً.. لا لحماية عروشهم وأوطانهم، بل لتدمير أوطان إخوتهم، ولا ليشتروا حيوات شعوبهم بل ليزهقوا حيوات الشعوب من أشقائهم، ولا ليحموا سيادات زرائبهم بل ليدمروا سيادات أوطان بني جلدتهم؟
هي سياسة الخنازير وهم خنازير السياسة.. وجه العملة وقفاها حين يتلاشى الفارق بين السياسة والخنزرة كما يحدث اليوم فوق الأرض العربية، وحيث الخنازير البشرية العربية بالعباءة وربطة العنق والنياشين أحط من تلك في كركوك العراق!!