نهضت موسيقا الجيش والقوات المسلحة، وتابعت مسارها الفني إيماناً منها برسالتها في مساندة بطولات جيشنا العربي السوري، متمثّلة مقولة السيد الرئيس بشار الأسد: “ستبقى موسيقانا أقوى من رصاصهم، وستبقى ثقافتنا أقوى من إرهابهم”، وحالياً تستعد موسيقا الجيش لانطلاقة جديدة.
سرية موسيقا الجيش
في لقاء “البعث” مع قائد موسيقا الجيش العقيد عز الدين قاسم، توقفنا عند مراحل عدة، فتحدث عن بداية تشكّل فرق الموسيقا العسكرية إذ قال:
الموسيقا العسكرية معروفة منذ القدم حينما كانت القبائل التي تشن حرباً تستعمل البوق، وقرع طبول الحرب، ومن ثم تشكّلت فرق موسيقية أساسية ترافق الجيوش، وفي الجيش العربي السوري أُنشئت فرقة لموسيقا الجيش في ثلاثينيات القرن الماضي بقيادة حلمي الأربلي الذي درس في تركيا، وتابع دراسته في الموسيقا العسكرية في فرنسا، وكان برتبة ملازم، وفي عام 1960سُميت سرية موسيقا الجيش، وكانت الفرقة النحاسية الوحيدة في البلد، والتي تتألف من آلات النفخ الخشبية، والنحاسية، والإيقاعية، وتقوم بمهرجانات دائمة، وتشارك بجميع العروض العسكرية، والأعياد الوطنية والقومية، وبقيت الفرقة النحاسية الوحيدة إلى أن أُنشئ المعهد العالي للموسيقا، وتطورت الموسيقا بشكل أكاديمي، وفي عام 2009 سُميت موسيقا الجيش والقوات المسلحة بدلاً من التسمية السابقة بـ (سرية الموسيقا).
تشكيلة موسيقا الجيش
تابع قائد موسيقا الجيش: كان عدد أعضاء السرية عام 2009ما بين 250 عازفاً وإدارياً، وعدد العازفين أكثر من 120عازفاً، واليوم تتألف من فصيلتين للآلات النحاسية، كل واحدة تضم قرابة خمسين عازفاً، وتتشكّل من آلات النفخ الخشبية، والنحاسية، والإيقاعية، إضافة إلى فصيلة خاصة للقرب، والقربة آلة نفخية اسكتلندية تستخدم في كل الفرق العسكرية في العالم في تشكيلات العروض، وحالياً هناك توجّه لتشكيل فصيلة وترية.
وسألته عن حضور آلة البيانو؟ فأجاب بأنه كانت توجد في المعسكر آلتا بيانو، ولكن البيانو لم يشارك بفعالياتنا، لذلك اقتصر دورهما على تدريب العازفين على دروس الصولفيج، ومنذ تشرين الأول عام 2012 وحتى شباط 2013خاضت عناصر الموسيقا معارك شرسة ضد المجموعات الإرهابية التي حاولت اقتحام المعسكر، وقد خُطف عدد من العناصر الذين مازالوا مفقودين، إذ قام الإرهابيون بإحراق المعسكر، وسرقة جميع الآلات الموسيقية، وإحراق المكتبة الموسيقية كدليل على همجيتهم، وظلاميتهم، وعدائهم للحضارة، والإنسانية، والثقافة.
نشاطات
وعن نشاطات الفرقة تحدث: اليوم بدأنا مرحلة جديدة حيث استطعنا تأمين مستلزمات عملنا بمساعدة القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، وعدد من المؤسسات الحكومية، ولكن مازلنا بحاجة إلى عدد من أنواع الآلات الموسيقية الضرورية، واليوم نتابع عملنا ومن نشاطاتنا على سبيل المثال.
قدمنا أمسية في المركز الثقافي العربي في الميدان وبناء عليها تمّ عقد مذكرة تفاهم مع وزارة الثقافة ممثلة بالمعهد العالي للموسيقا والأوبرا بأن تتم استضافة عناصرنا للتدريب في المعهد إضافة إلى تأمين المراجع، ثم قدمنا أمسية في مسرح الحمراء، وبدأنا بالمشاركة بالفعاليات مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة عدنان فتح الله، كما قدمنا عدة أمسيات في مكتبة الأسد، منها المشاركة في معرض الكتاب الدولي.
إدخال الآلات الشرقية
وتابع قائد موسيقا الجيش: أما أضخم أمسية قدمناها بعد التشكيل الجديد كانت في 31-3- 2016 في الأوبرا، استمرت ساعة ونيف وحضرها كبار ضباط الجيش العربي السوري، قدمنا فيها لحن الشهيد والمارش الحزين لشوبان، ومقطوعة استايل ميدو، ومقطوعة إسبانية لرفائيل جورجيوس، وأضفنا شيئاً جديداً من خلال ثلاثة أعمال لمارسيل خليفة “صوت النار في البال”، “أغنية قطر الندى”، بعد أن قمتُ بتوزيعها بإدخال الآلات الشرقية العود والناي والقانون، وأضفنا أيضاً فرقة الكورال لغناء الأعمال الوطنية مثل “موطني –أنا سوري وأرضي عربية_ سورية يا حبيبتي.” ولاقى الكورال صدى إيجابياً، وكانت هذه الخطوة نقلة نوعية غير مطروحة سابقاً بموسيقا الجيش، وبهذا نقلنا موسيقا الجيش إلى أكبر صرح حضاري في سورية، والمشروع القادم أن نقدم من خلال موسيقا الجيش أصواتاً جميلة للغناء الإفرادي.
مفاجأة موسيقا الجيش
أما المفاجأة التي أفصح عنها قائد موسيقا الجيش فهي مشاركته بالغناء كونه يغني لوديع الصافي وطبقة صوته “تينور” إضافة إلى قيادة موسيقا الجيش بأغنية وطنية من كلمات وألحان وتوزيع موسيقا الجيش بأمسية تتويج نصر سورية كاملة.
سورية بوابة الشمس
الحدث الكبير الذي تحدث عنه قائد موسيقا الجيش هو الاحتفالية الضخمة “سورية بوابة الشمس” التي أُقيمت في تدمر بعد تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي بمشاركة الفرق الكبرى في سورية، إضافة إلى الفرقة العسكرية الروسية، وتزامنت مع ذكرى عيد الشهداء في السادس من أيار، وبدأنا بعزف لحن الشهيد، ومن ثم النشيد العربي السوري وبعدها المارش الحزين لشوبان، وتمّ تكريم الفرق الموسيقية من قبل السيد الرئيس بشار الأسد الذي قال “ستبقى موسيقانا أقوى من رصاصهم وثقافتنا أقوى من إرهابهم” وتم استقبالنا من قبل السيدة الأولى أسماء الأسد، وأعجب القائد العسكري الروسي بموسيقا الجيش.
أهزوجة النصر
وأنهى قائد موسيقا الجيش حديثه للبعث بأن موسيقا الجيش ستعزف مارش أهزوجة النصر من تأليفه وتوزيعه في احتفالية تتويج نصر سورية القادم.
ملده شويكاني