العهر الاميركي السعودي

العهر الاميركي السعودي

بقلم: أحمد ضوا

 

هل انهارت الولايات المتحدة أم في طريقها إلى الانهيار القريب؟ هو السؤال الذي يجب طرحه في ضوء ما يقوم به روبرت فورد السفير الأميركي الفار من دمشق وبندر بن سلطان رئيس استخبارات آل سعود.

 

 

في اليومين الماضيين تناقلت وسائل الإعلام خبرين مضحكين, تمثلا برفض ما يسمى تنظيم /جبهة الإسلام الإرهابية/ التابع للقاعدة لقاء فورد في عاصمة التآمر الإقليمي اسطنبول, وفي المقابل إعلان سفير آل سعود في باريس أن مشيخته ستستمر بـ”القتال في سورية” لو بقيت وحدها, وذلك يبدو غير مقنعا في ضوء دفع أميركا “لجبهة الإرهاب” السعودية بالسيطرة على مخازن سلاح الجيش الحر في منطقة باب الهوى على الحدود السورية التركية.

إذا تجسدت هذه التصريحات على أرض الواقع -وذلك رابع المستحيلات في هذا الوقت- عندها يمكن إقامة الاحتفالات بتحول أميركا إلى دولة كغيرها من الدول واستعادة مشيخة آل سعود لسلطة القرار بعد فقدانه لصالح “العم سام” منذ إقامة هذه المشيخة قبل نحو خمسة عقود.

بالاستناد الى تاريخ العلاقات الأميركية-السعودية والمعلومات المؤكدة عن سعي الفريق الأميركي المشرف على توحيد “المعارضة السورية” إلى تأجيل مؤتمر جنيف أو الغائه بعد فشله في تشكيل فئة من هذه المعارضة المتشرذمة للذهاب إلى المؤتمر, يمكن القول إن ما تفعله واشنطن والرياض على أرض الواقع يتناقض مع ما تصرحان به لوسائل الإعلام, ويندرج في إطار مقاومتهما لإبقاء الوضع العالمي على ما هو عليه الآن, إلى أن تتبلور ظروف تصب في الحفاظ على التفرد الأميركي بالعالم.

فإدارة أوباما التي التزمت مع الإدارة الروسية بعقد مؤتمر “جنيف2” على أساس سلة متكاملة لدور القوتين في العالم, تكابر في ذلك, وتحاول الحفاظ على هيمنتها, معتمدة على أدواتها في المنطقة, وعلى رأسها مشيخة آل سعود التي تملك المال والإرهاب تحت عنوان “الخلاف الأميركي السعودي” الذي ليس له أي مرتكزات منطقية على أرض الواقع.

منطقيا, لا أمل بوصول المحاولات الأميركية-السعودية الإرهابية إلى النتائج المرجوة في ظل ثبات الموقف الروسي وصمود القيادة السورية والجيش العربي السوري, ويحتاج ذلك إلى معجزة إلهية لن تستطيع كل أذرع الإرهاب السعودية منع فشلها, وبالتالي خضوع إمبراطورية الشر للقبول بالواقع العالمي الجديد الذي ولد من رحم صمود سورية بكل مؤسساتها.

في الأيام الأخيرة, رمت واشنطن والرياض بجميع أوراقهما الباقية في هذه المعركة الكونية, فعين الإعصار ما زالت فوق الأرض السورية, ولكن دائرته الخطرة وصلت حتى الآن إلى بطرسبورغ في أقصى الشمال الروسي وواشنطن على ضفاف الأطلسي وبكين وطوكيو على ضفاف المحيط الهادي واختيار إدارة أوباما اللعب بكل هذه المنطقة لا يهدد -هيمنة أميركا الآيلة إلى الزوال حتما- بل كرتنا الأرضية التي لم تكن في حسبان إمبراطورية الشر في وقت من الأوقات.

ان الوصف الحقيقي لما يحدث بين امبرطورية الشر ومشيخة الارهاب هو العهر بذاته متمثلا في هذه المرحلة بالانتقال من الزواج غير الشرعي الى نظيره المسيار حيث يبقى كلا الزوجين في موقعه ويلتقيان عندالحاجة والمنفعة وهنا يجب السؤال من هو الزوج ومن هي الزوجة ؟

اخبار الاتحاد