أن يلتئم لقاء أستانة بكامل وفوده وحضور ومشاركة نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ومستشار وزير الخارجية الأردني وستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية
إنما يشير إلى بدايات تلامس أفق البحث الفعال والمنتج عن حل سياسي ممكن للحدث السوري بما يمثله من عدوان موصوف تكتمل به أركان الجريمة الكاملة في القانون الدولي ، وفي القوانين الوطنية، فبذلك يكون لقاء الأمس احتمالاً معقولاً للبحث في قضية أو قضايا جوهرية أساسها البحث في إيجاد صيغة لوقف الخروقات ضمن اتفاق وقف الأعمال القتالية الهش على الرغم من وجود ضامنين للمجموعات المسلحة كان يفترض بهم أن يكونوا عند وعودهم والتزاماتهم واحترام توقيعهم ، لكنهم كما العادة كانوا عهودهم ينقضون ، فهل تكون الجولة الجديدة محل اختبار جديد لالتزامات لم يحفظها أردوغان في أي وقت مضى؟.
الظروف المحلية والإقليمية بخاصة والدولية بعامة لم تكن تبشر حتى بإمكانية عقد جولة جديدة سواء في جنيف أو أستانة ، وخصوصاً بعد دخول الكثير من المجموعات المسلحة التي وافقت على الدخول في اتفاق وقف الأعمال القتالية إلى جانب تنظيمات النصرة في أكثر من منطقة، إذ كان ذلك يبعد من احتمالات انعقاد أي لقاء ، لكن المفاجأة غير المتوقعة كانت في الدعوة والترتيبات والاستجابة والمراقبين ، ما يشير إلى توافقات ما بين الأطراف الفاعلة ترقى إلى مرتبة الضرورة نتيجة عدم القدرة على تحقيق أي أهداف جوهرية بالنسبة لجميع قوى الإرهاب التي وجدت نفسها تخطئ مرة تلو الأخرى في تقديرات المواقف الميدانية والسياسية على السواء، وبالتالي فإن الواقع يستدعي البحث عن أساليب ومخارج مستجدة لن تبتعد عن الأهداف البعيدة لكل طرف من الأطراف ، فهل ثمة احتمالات مبشرة يمكن أن تخرج بها هذه الجولة ؟
الوقائع لا تنبىء باحتمالات مبشرة فإدارة أردوغان كطرف رئيس لم تبد حتى الآن استجابة إيجابية في أي اتفاق وقعته ، وهي تواجه أزمة حتى مع الغرب الاستعماري المتحالف معها بشأن الاستفتاء المتعلق بالتحول إلى النظام الرئاسي وفق النموذج الأردوغاني ، كما أن إدارة ترامب لم تحدد بشكل واضح موقفها فيما يتعلق بالحدث السوري، إذ إن التخبط ما زال يحكم جميع المواقف الخارجية للبيت الأبيض في ظل الفشل في السياسة الداخلية والانتقادات التي تتعرض لها الإدارة الجمهورية في أيامها الأولى .
وفي ظل هذه المستجدات يأتي انعقاد أستانة في حلته الجديدة ليبحث في تثبيت خطوط النيران وفق اتفاق وقف الأعمال القتالية كمهمة أساسية تحدد مواقف والتزامات المجموعات المسلحة من تنظيمي داعش والنصرة والدخول في محاربتهما وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ، لكن كل ذلك يبقى احتمالات قد تتحقق جزئياً أو كلياً .