حميدي العبدالله
يعقد في العاصمة الكازاخية الأستانة جولة رابعة من الحوار والمفاوضات بين أبرز الأطراف المعنية في الحرب على سورية, ولاسيما بعض الأطراف الإقليمية مثل تركيا. وواضح أن هذه هي الجولة الرابعة, فماذا سيتمخض عن هذه الجولة, وهل تكون نتائجها مختلفة عن نتائج الجولات الثلاث السابقة؟
الجولة الأولى من محادثات أستانة تم التوصل فيها إلى تفاهمات عامة حول وقف إطلاق النار, والجولة الثانية وسعت نطاق هذه التفاهمات عبر الاتفاق نظرياً على لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار وآلية عملها, ولكن الجولة الثالثة شكلت نكوصاً عن ما تحقق في الجولتين الأولى والثانية, فلماذا حدث ذلك؟
واضح ن هذا النكوص سببه تبدل طرأ على الموقف التركي, وهذا التبدل جاء انطلاقاً من حسابات استندت إلى رهانين:
الرهان الأول, على احتمال تبديل موقف الإدارة الأميركية لصالح المزيد من الانخراط المباشر في الحرب على سورية مما قد يساعد على تغيير توازن القوى الميداني لمصلحة الدول المنخرطة في الحرب على سورية وفي مقدمة هذه الدول تركيا. الرهان الثاني، على الهجمات التي شنتها الجماعات المسلحة على جبهتين، وتحديداً جبهة جوبر وجبهة ريف حماه الشمالي، حيث انعقد الرهان التركي على احتمال أن تؤدي هذه الهجمات إلى تحقيق تغير كبير في الميدان، لذلك كان الموقف التركي في الأستانة 3 مراوغاً ولم يوف بالالتزامات التي قطعها في أستانة 1 وأستانة 2 .
اليوم يعقد أستانة 4 يعد أن تبددت هذه الرهانات . الولايات المتحدة، وعلى الرغم من تنفيذها للعدوان على مطار الشعيرات ليست عازمة على مزيد من التدخل العسكري المباشر، وتحديداً ضد الجيش السوري خوفاً من رد فعله، ورد فعل حلفائه، وواصلت الولايات المتحدة سياستها القديمة في تقديم الدعم للأكراد في سورية على عكس ما تطمح إليه أنقرة. كما أن الهجمات الإرهابية على جبهتي جوبر وريف حماه الشمالي فشلت في تحقيق تغيير في توازن القوى الميداني، بل انقلب السحر على الساحر.
قد تقود هذه التغييرات, مضافاً إليها الاقتراحات المحددة التي تقدمت بها روسيا, إلى نجاح أستانا 4 وتحقيق ما عجزت الأستانات السابقة عن تحقيقه.