عن: The Guardian
ترجمة: وصال صالح
من أكثر العمليات السيئة السمعة لوكالة الاستخبارات الأميركية في قتل زعماء العالم كانت تلك التي استهدفت الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو. وتراوحت المحاولات من القناصة إلى المؤامرات الخيالية الجديرة بأفلام الجاسوسية الوهمية، مثل الانفجار الشهير للسيكار وبدلة الغطس المبطنة بالسم.
لكن على الرغم من محاولات ال CIA التي باءت بالفشل في حالة كاسترو، نجحت وكالة الاستخبارات الأميركية منذ عام 1945 فقط في الإطاحة أو قتل عدداً من القادة في أماكن أخرى في جميع أنحاء العالم -إما مباشرة أو في أغلب الأحيان، باستخدام جيش محلي متعاطف معهم ، واستئجار مجرمين محليين او معارضين مرنين.
وفقاً لوزارة أمن الدولة في كوريا الشمالية ، لم تتخل وكالة الاستخبارات الأميركية عن أساليبها القديمة. في تصريح لها مؤخرا اتهمت وكالة الاستخبارات الأميركية وأجهزة استخبارات كوريا الجنوبية بوقوفها وراء محاولة الاغتيال الأخير لزعيمها كيم جونغ أون.
وفقاً لوزارة أمن الدولة في كوريا الشمالية، فإن المحاولة تضمنت «استخدام مواد كيميائية بما في ذلك مادة مشعة ومادة نانو مسممة» ومحاسن هذه المواد أنها لا تتضمن الوصول إلى الهدف بحيث أن نتائجها الفتاكة تظهر بعد ستة أو 12 شهراً. والشخص المسؤول مباشرة عن عملية الاغتيال هو من كوريا الشمالية ويعمل لصالح أجهزة استخبارات أجنبية.
بينما رفض متحدث باسم ال CIA التعليق على هذه الاتهامات . على الرغم من عدم إمكانية نفي مثل هذه الاتهامات لأنها ليست غريبة تماماً –نظراً إلى القائمة الطويلة من تورط الولايات المتحدة في الانقلابات والاغتيالات في جميع أنحاء العالم، وكانت الوكالة اضطرت إلى تقليص مثل هذه العمليات بعد تحقيق مجلس الشيوخ الأميركي في السبعينات والكشف عن حجم عملياتها، وبعد التحقيق، وقع الرئيس جيرالد فورد في عام 1976 أمراً تنفيذياً معلناً: «لا يجوز لأي موظف في الولايات المتحدة المشاركة أو التآمر في الاغتيال السياسي».
من ناحية يشكل الأمر التنفيذي إحراجاً لوكالة الاستخبارات الأميركية لجهة عرضه على العلن –لكن أيضاً قبول الحكومة الاتحادية بأن الانقلابات والاغتيالات المستوحاة أميركياً ـ أدت في كثير من الأحيان إلى نتائج عكسية.
على الرغم من هذا لم تتخل الولايات المتحدة أبداً عن استراتيجيتها هذه، ببساطة هي غيرت المصطلحات من الإغتيال إلى القتل المستهدف، ومن القصف الجوي للرؤساء إلى هجمات الطائرات بدون طيار بزعم استهداف قادة إرهابيين مزعومين، من بين محاولات القصف الجوي للزعماء التي منيت بالفشل الذريع، محاولة اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي عام 1986، ثم الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش عام 1999 وبعد ذلك الرئيس العراقي صدام حسين عام 2003 .
وكانت سلسلة من محاولات الاغتيالات تم توثيقها في وقت سابق وهي تشمل أول رئيس وزراء للكونغو باتريس لومومبا، وكان حكم الولايات المتحدة عليه أنه قريب جداً من روسيا، في عام 1960 أرسلت ال CIA عالماً لقتله بفيروس قاتل، على الرغم من هذا لم يكن ضرورياً حيث تم إزاحته من منصبه عام 1960 بوسائل أخرى، زعماء آخرون كانوا أيضاً هدفاً للاغتيال في الستينات من بينهم ديكتاتور الدومينيكان رافائيل تروخيو، الرئيس الاندونيسي سوكارتو، ورئيس نغو دينه ديم في فيتنام الجنوبية.
المؤامرة الأخيرة في كوريا الشمالية تبدو بدائية، لكن وكالة الاستخبارات الأميركية ما تزال تلجأ إلى الأساليب البدائية، . لكن الولايات المتحدة طورت أساليبها لحد كبيروثيقة سربها موقع ويكيليكس تم الكشف عنها في وقت سابق من هذا العام تُظهر أن ال CIA كانت تبحث في تشرين الأول من عام 2014 في اختراق أنظمة التحكم في السيارة، وهذه القدرة يمكن ان تسمح باحتمال تدبير العميل لحادث تحطم سيارة.
المحاولات الأخيرة الفاشلة لإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية، بالإضافة إلى الانتكاسات الكبرى في برنامج إيران النووي – عُزيت بشكل مباشر أو غير مباشرلزرع فيروسات في أنظمة الكمبيوتر الخاصة بها.
مر زمن طويل على تلك الأساليب البدائية في الاغتيالات، حتى الأساليب المبتكرة منيت بالفشل في نهاية المطاف، الأساليب التي استخدمت ضد كاسترو وحسب اعتراف الولايات المتحدة نفسها ثماني محاولات اغتيال لكاسترو، على الرغم من أن كوبا تقدر عدد الاغتيالات بأكثر من ذلك، أحد التقديرات بالمئات، كاسترو قال: « لو كانت النجاة من الاغتيالات حدث أولمبي، لكنت سأفوز بالميدالية الذهبية».