كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن ممالك ومشيخات الخليج عرضت مبادرة على كيان الاحتلال الاسرائيلي تتضمن إقامة علاقات أفضل معه إذا قدم رئيس حكومته بنيامين نتنياهو مقترحا “جادا يهدف إلى إعادة إطلاق عملية التسوية في الشرق الأوسط”.
ونقلت الصحيفة عن عدد من المطلعين على النقاشات قولهم: إن المبادرة الخليجية لتطبيع العلاقات تتضمن خطوات عدة منها “اقامة اتصالات مباشرة مع “اسرائيل” ومنح الطائرات الاسرائيلية حق الطيران عبر أجواء هذه الدول ورفع القيود المفروضة على بعض أشكال التجارة” مشيرين إلى أن هذا الموقف نصت عليه ورقة نقاشية غير معلنة جرى تداولها بين ممالك ومشيخات خليجية عدة ويهدف جزئيا إلى جعل هذه الدول تصطف إلى جانب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبحسب الصحيفة الاميركية ستطالب ممالك ومشيخات الخليج نتنياهو بتقديم ما يعتبرونه عرضا للسلام إلى الفلسطينيين ربما يتضمن وقف بناء المستوطنات في مناطق معينة من الضفة الغربية والسماح بتجارة أكثر حرية في قطاع غزة لافتة إلى أن النقاشات المغلقة وصلت إلى أن “كلا من السعودية والإمارات أعلمتا الولايات المتحدة و”اسرائيل” بأنهما على استعداد لاتخاذ مثل هذه الخطوات”.
واعتبرت الصحيفة نقلا عن مصادرها أن مبادرة ممالك ومشيخات الخليج “تؤكد التحسن الكبير في العلاقات بين “إسرائيل” وبينها خلال السنوات الأخيرة والذي يأتي مبنيا على المخاوف المشتركة بشأن إيران وغيرها من المخاطر”.
وفي هذا الإطار قال مسؤول عربى كبير منخرط في المباحثات: “لم نعد نرى “إسرائيل” عدوا بل فرصة محتملة”.
من جهتهم ذكر مسؤولون منخرطون في القضايا الآمنية من كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى والشرق الاوسط أن كيان الاحتلال وممالك ومشيخات الخليج قاموا بالفعل برفع مستوى تبادل المعلومات الاستخباراتية سرا.
من جهة ثانية كشفت وول ستريت جورنال عن أن “بعض المسؤولين الاسرائيليين أجروا عددا من الرحلات السرية إلى الخليج وخصوصا إلى الإمارات على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية” ولفتت إلى مقابلة مع وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينتس تطرق فيها إلى علاقات “اسرائيل” ودول الخليج وقال: إن “هناك الكثير الذي يجري حاليا أكثر من أي وقت مضى.. انه تحول في الشرق الأوسط”.
وأضاف شطاينتس في مقابلته إن شركات “الهايتك” للتقنيات العالية الإسرائيلية توزع أجهزة وبرامج متطورة للسعودية والإمارات حيث وقعت شركة فارنيت في عام 2014 على اتفاقية بـ 100 مليون دولار مع شركات الاتصال الإماراتية فيما باعت شركة ان اس او الاسرائيلية للامارات برنامجا في مجال التعقب الالكتروني.
وكان تقرير لشركة سيتيزن لاب العالمية كشف في آب من العام الماضي عن قيام الإمارات بالتجسس على مواطنيها عبر برنامج إلكتروني دقيق تبلغ تكلفته مليون دولار وتنتجه شركة ان اس او المتخصصة في الحرب الإلكترونية.
وتتوالى خطوات التطبيع بين ممالك ومشيخات الخليج وكيان الاحتلال الإسرائيلي حيث كشف موقع أن ار جي الالكتروني الاخباري الاسرائيلي الخميس الماضي عن فتح إمارة دبى في الإمارات العربية المتحدة منشآتها السياحية أمام السياح الإسرائيليين والسماح لهم بقضاء إجازتهم فيها دون الاستحصال المسبق على تأشيرة دخول.
وتأتي هذه الخطوات استتباعا لما بدأه نظام آل سعود من خطوات تطبيع علني مع كيان الاحتلال الإسرائيلي توجتها زيارة وفد سعودي رفيع المستوى يضم أكاديميين ورجال أعمال سعوديين في تموز الماضي إلى تل أبيب فيما تؤكد تقارير اخبارية أن الاتفاقات بين عدد من الأنظمة العربية الحاكمة وخاصة السعودي والبحريني ومشيخة قطر مع هذا الكيان تشمل المجالات السياسية والعسكرية والاستخباراتية وتتعزز فيما يخص دعم التنظيمات الإرهابية في سورية بالمال والسلاح.