ملتقى الإعلام المقاوم في مواجهة الحرب على سورية يطالب في وثيقته الختامية بالوقوف جبهة واحدة في محاربة الإرهاب التكفيري والدولي
ودعت الوثيقة إلى تكوين جبهة إعلامية موحدة في مواجهة الإرهاب والتكفير اللذين يطالان شعوب المنطقة ومقدساتها وكشف جرائم الجماعات الإرهابية المتمثلة بـ “جبهة النصرة” و”دولة الإسلام في العراق والشام” و”الجبهة الإسلامية” والدول التي تقف خلفها.
المشروع الإرهابي التكفيري هو الوجه الآخر للمشروع الصهيوني
وجاء في الوثيقة.. في ظل المتغيرات الدولية والمحاولات الاستكبارية لفرض الهيمنة الأحادية على عالمنا ولمواجهة المؤامرة الخارجية التي تستهدف أمتنا العربية والإسلامية عبر زرع بذور الفتنة الطائفية بأيد صهيونية تكفيرية إرهابية ولدراسة آخر مستجدات الأزمة في سورية الناشئة من الحرب عليها وما تتطلب مرحلة المستقبل وخاصة “مؤتمر جنيف2” عقد مؤتمر الإعلام المقاوم في مواجهة الحرب على سورية في دمشق يومي 28 و29 كانون الأول بدعوة من وزارة الإعلام السورية واتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية بمشاركة عدد من القنوات الأعضاء في الاتحاد إضافة إلى وسائل الإعلام السورية والإيرانية وعدد من أعضاء الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين.
وأكدت الوثيقة أن المشروع الصهيوني الذي يشكل التهديد الرئيسي للأمتين العربية والإسلامية لا يملك أسباب القوة التي تتيح له البقاء والتوسع وتحقيق المزيد من الإذلال لشعوبنا ودولنا لولا التخاذل الذي يشكل السمة الرئيسية لتعامل بعض الحكومات مع حقوقها.
وشدد المشاركون على أن المشروع الصهيوني المهيمن على مصادر عديدة لصناعة القرار المالي والإعلامي والسياسي والاستخباراتي العالمي الذي يستمد جزءا أساسيا من قوته من وجود حليف خفي له داخل جسد الأمتين العربية والاسلامية هو فلسفة الضعف والهوان والمشروع التفتيتي لقدرات الأمة والرامي إلى أضعاف مصادر قوتها وحرفها عن وجهتها الرئيسية في مواجهة هذا المشروع العدواني بتصنيع عداءات وهمية تقسم الأمة على أساس طائفي ومذهبي وتصطنع الفتن بين أطيافها وتنشر فكر التكفير والإرهاب بين صفوفها.
واعتبر المشاركون أن المشروع الإرهابي التكفيري هو الوجه الآخر للمشروع الصهيوني وهما يشتغلان على ذات الهدف ويخدم أحدهما الآخر عبر غرفة تنسيق سوداء تجمع قدراتهما لمواجهة أمتنا وقضاياها العادلة مشيرين إلى أن بلوغ المشروع الصهيوني مرحلة الشيخوخة والانهزام في ضوء انتصارات مشروع المقاومة في لبنان وفلسطين وصمود سورية وإيران دفع مشروع التكفير والإرهاب إلى الواجهة لتدمير مجتمع المقاومة وفكرها وثقافتها ورفع الفتنة الدموية الداخلية في جسد الأمة الى المرتبة الأولى لتتقدم على قضيتها المركزية وواجبها والتزامها في تحرير فلسطين الأرض والمقدسات.
الحرب الإرهابية التكفيرية ضد الانسانية هي حرب على مقومات القوة في الأمة
واعتبرت الوثيقة أن الحرب التي يتولى الإرهاب التكفيري بمسمياته المتعددة خوضها ضد الانسانية جمعاء وتشويه صورة الاسلام في العالم من خلالها هي حرب على مقومات القوة في الأمة وخصوصا في سورية والعراق ولبنان وتشكل البديل عن حرب لم يعد بمستطاع المشروع الصهيوني خوضها بعد نتائج العدوان على لبنان وفلسطين والهزائم النكراء التي مني بها.
وفي هذا الإطار طالب المشاركون بإدانة كل أشكال الإرهاب المنظم الذي تقوم به القوى الاستكبارية والجماعات المسلحة والذي يستهدف المواطنين والأبرياء على مساحة المنطقة العربية والاسلامية انطلاقا من كونه ارهابا مدانا في كل الأعراف والعقائد والمواثيق الدولية والقيم الأخلاقية.
ودعا المشاركون إلى الوقوف جبهة واحدة في محاربة الإرهاب التكفيري والدولي ضد قوى الممانعة والمقاومة والدفاع عن حقوق الناس بالعيش والحياة بأمن وسلام والتصدي لعملية شرعنة القتل والتشريد الذي تمارسه القوى الظلامية ودعم قوى المقاومة المدافعة عن السيادة والاستقلال الحقيقي والساعية إلى نصرة القضية الفلسطينية والحفاظ على وجهة الصراع مع العدو الصهيوني.
دعم التحالف العريض لقوى المقاومة في مواجهة الجهات التكفيرية والدول الداعمة لها
وحث المشاركون الشعوب والمنظمات الأهلية والحكومية على توجيه الجهود والصمود بوجه المؤامرات السياسية الكبرى ودعم التحالف العريض لقوى المقاومة والممانعة ونصرته أسوة بما فعلته إيران وروسيا والصين وقوى المقاومة في مواجهة الجهات التكفيرية والدول الداعمة لها التي تتحمل المسوءولية عن كل ما يحدث من دمار وقتل وخراب.
وفي مجال الإعلام والحرب الاعلامية اعتبرت “دمشق للإعلام المقاوم” أن ثورة الاتصالات والمعلوماتية بما حملته من منجزات تقنية غيرت وجهة الحروب في العالم ومنحت الاعلام مكانة تتفوق على ما كان عليه في عهود سابقة بحيث باتت الكثير من الحروب تحسم على الشاشات قبل أن تحسم في الميدان وكثير من الانتصارات تتحول الى هزائم والهزائم الى انتصارات بقوة وفاعلية التسويق الاعلامي للأفكار.
ورأت الوثيقة أن نجاح الإعلام الملتزم بقضايا الأمة في أداء مهمته بات أكثر تعقيدا من قبل وهو مدعو لرفع مستويات مهنيته وحرفيته لمخاطبة كل شرائح الأمة كإعلام جذاب ورشيق وموثوق وذي مصداقية وهذه شروط لا تتوفر إلا بجعل مدى التصاقه بجمهوره معيارا لنجاحه.. وهذا يستدعي تعزيز قدرته على إيصال المعلومة وتحقيق السبق وصياغة التحليل المنطقي للاحداث وإثبات أهليته على تقديم قراءة أكثر ثباتا وتحققا مع الزمن بما يسمح له بالتأثير في خيارات المتلقين وصناعة نظرتهم للأحداث مؤكدة أن ترشيد الاعلام المقاوم يشكل ضرورة راهنة لتثمير الانتصارات التي يحققها معسكر المقاومة من إيران إلى لبنان مرورا بالعراق وسورية ضد حلف الأعداء ورعاة التكفير والإرهاب.
تكوين جبهة إعلامية موحدة في مواجهة الإرهاب والتكفير
وطالب المشاركون بتبني التوصيات الصادرة عن المؤتمر وخاصة تكوين جبهة إعلامية موحدة في مواجهة الارهاب والتكفير اللذين يطالان شعوب المنطقة ومقدساتها وإبراز وكشف الجهود الكبيرة المبذولة في سياق دعم الحل السياسي للأزمة في سورية وتأكيد أنه هو الطريق الوحيد لتحقيق سيادة الشعب في وطنه وأن حق تقرير المصير بالطرق الديمقراطية في اطار الشرعية هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.
ودعا المشاركون إلى بيان صمود جبهة المقاومة وثباتها بوجه القوى الاستكبارية ومناعة الجمهورية العربية السورية وقوة صمودها في التصدي للمؤامرات والإنجازات الكبرى التي حققها الشعب والقيادة والقوات المسلحة السورية في مواجهة المؤامرة الإرهابية الكونية ضد سورية.
كما طالبوا بكشف جرائم الجماعات الارهابية المتمثلة في “جبهة النصرة” و”دولة الإسلام في العراق والشام” و”الجبهة الاسلامية” والدول التي تقف خلفها دعما وتسليحا وتدريبا وتسهيلا وبيان تورطها بالتعاون مع القوى الاستكبارية وفضح الانتهاكات التي ترتكبها ضد الانسانية.
وحول مؤتمر “جنيف 2” ودور الإعلام أكدت الوثيقة أن مؤتمر جنيف للحل السياسي للأزمة في سورية لم يأت إلا نتيجة لصمود سورية وصلابة قيادتها وإنجازات جيشها وثبات شعبها ويشكل فرصة إعلامية استثنائية لدعم الحل السياسي السوري السوري واثبات احقيته مشيرة إلى أن المؤتمر يتيح الفرصة للتصدي للحرب الإعلامية الظالمة على سورية ودعم الانتصارات الواقعية التي تحققت في الميدان وبيان هزائم معسكر الصهيونية والإرهاب والتكفير.
تبني الخطة الاعلامية المقترحة لتغطية مؤتمر “جنيف2”
واعتبرت الوثيقة أن تحديات مرحلة ما بعد مؤتمر “جنيف 2” هي أصعب من تلك التي واجهتها المقاومة في مرحلة الصراع والانتصارات المحققة في الميدان والتي لا يلغيها ضعف التسويق الاعلامي لها ولا يغير منها نجاح إعلام الآخر في تشويهها.. لذلك تبنى المشاركون الخطة الاعلامية المقترحة لتغطية مؤتمر “جنيف2” الذي من المقرر انعقاده خلال الاسابيع المقبلة وفق ما ورد فيها والعمل الجاد والمخلص لتغطية أحداث هذا المؤتمر وبيان نتائجه السياسية في حال انعقاده على مجمل الأزمة في سورية وفق السياسات المتفق عليها خدمة للقضية العادلة للشعب السوري ومحور المقاومة.
وأوصوا بالتعاون الجاد والوثيق مع غرفة العمليات التي سيتم تشكيلها من قبل وزارة الإعلام السورية مع فريق العمل المحدد بينها وبين اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية من أجل تغطية وقائع الموءتمر وكل ما يتعلق بالموضوع الإعلامي للأزمة إضافة إلى تضافر الجهود وتسخير الامكانيات المادية والمعنوية لوسائل الاعلام الصديقة في انجاح التوصيات والسياسات والخطة المنبثقة عن الموءتمر وصياغة وترتيب وتوجيه المصطلحات السياسية والإعلامية في وسائل الإعلام الصديقة خلال المرحلة المقبلة.
وتقدمت الوفود المشاركة من القنوات الأعضاء في اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية وأعضاء الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين وكل الإعلاميين المشاركين من وسائل الإعلام السورية والعربية والإيرانية والاسلامية من جانب الاتحاد بالشكر الجزيل للجمهورية العربية السورية شعبا وقيادة وحكومة وخاصة وزارة الاعلام على جهدها المبارك في تنظيم اللقاء والاجتماعات الحوارية مع رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ووزير الإعلام وغيرهم من المسؤولين للاطلاع على آرائهم في آخر التطورات الحاصلة.