كشف الكاتب الأمريكي جوشوا بلوك أن النظام القطري يدعم الإرهاب منذ سنوات طويلة تحت مرأى ومسمع الدول الغربية التي تزعم مكافحة الإرهاب، وقدّم للتنظيمات الإرهابية المختلفة في سورية نحو 3 مليارات دولار كدعم مادي مباشر، فضلاً عن دعمه اللوجستي والسياسي، وأضاف، في مقال نشرته صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية، إن مشيخة قطر ظهرت كلاعب مؤثر في صعيد المنطقة ووطدت نفسها كواحد من أكبر داعمي ما يسمى “الربيع العربي”، لكن وراء كل ناطحات سحابها ومراكز تسوّقها الحديثة تكمن حقيقة مظلمة، وهي أنها بقيادة عائلة آل ثاني باتت أكبر مموّل للإرهاب.
وأوضح بلوك أن النظام القطري يمثل أحد الداعمين الرئيسيين للتنظيمات الإرهابية في سورية، وتقدّر المبالغ التي أنفقها لدعم هذه التنظيمات بنحو 3 مليارات دولار، وفقاً لمصادر مقربة من نظام آل ثاني، وأشار إلى أن مشيخة قطر تؤمن تمويل شحنات الأسلحة لعدد من التنظيمات الإرهابية في سورية بما فيها “أحرار الشام” المرتبطة بتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي الذي حاول أمير مشيخة قطر تميم بن حمد آل ثاني استبعادها من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية.
بالتوازي مع ذلك، كشفت وثيقة صادرة عن سفارة مشيخة قطر في العاصمة الليبية طرابلس عن قيام المشيخة بتجهيز وإرسال نحو 1800 إرهابي من شتى دول المغرب العربي وشمال إفريقيا للالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية في العراق.
وذكر موقع السومرية نيوز العراقي أن المتحدث باسم قيادة الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري أشار في تصريح تلفزيوني هذا الأسبوع إلى تمكن أجهزة الأمن التابعة للجيش الليبي من الحصول على هذه الوثيقة، معتبراً أنها دليل على تورط مشيخة قطر في دعم التنظيمات الإرهابية.
وكان قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر أكد الشهر الماضي أن مشيخة قطر تدعم الإرهاب في بلاده وأنها تقوم بتدريب عناصر من الميليشيات المسلحة في ليبيا.
وحسب الوثيقة فإن السفارة القطرية ستشرف على نقل 1800 إرهابي بعد أن أنهوا تدريباتهم في معسكرات الزنتان وبنغازي والزاوية ومصراتة في ليبيا إلى العراق على ثلاث دفعات عبر الموانئ الليبية إلى تركيا للوصول إلى العراق.
وفي سياق متصل كشفت مصادر أمنية ليبية عن أن متزعم أحد التنظيمات الإرهابية في ليبيا المدعو عبد الحكيم بلحاج تمكّن من نقل أكثر من ثلاثة آلاف إرهابي بين سورية وليبيا منذ عام 2015 عبر الأراضي التركية، وأضافت: إن بلحاج المقرب من قطر افتتح شركة طيران خاصة به تحت اسم الأجنحة الليبية لتبدأ رحلاتها إلى اسطنبول التركية منذ أيلول 2015 لتصل إلى ثلاث رحالات أسبوعياً.
في الأثناء، رفضت أحزاب المعارضة في البرلمان التركي إرسال قوات تركية إلى مشيخة قطر لمساندتها على خلفية الأزمة المتصاعدة التي تواجهها، بعد قيام عدة أنظمة خليجية ومصر ودول أخرى بقطع العلاقات الدبلوماسية معها وفرض حصار عليها.
ونقلت صحيفة زمان التركية عن تلك الأحزاب قولها في بيان: إن إرسال القوات التركية يأتي مقابل حصول تركيا على النفط القطري، مؤكدةً أن من سيدفع الثمن هم الجنود الأتراك الأبرياء.