ديب علي حسن:الثورة
أنهت القمة العشرون أعمالها في ألمانيا، والحصيلة لقاءات وتصريحات وقرارات، وتحليلات لما جرى والذي اتخذ، وكان اللقاء الرئيس بوتين ونظيره الأميركي ترامب محط أنظار جميع المتابعين، وما رشح عن اللقاء للوهلة الأولى يبدو أنه يطمئن البعض من القراءة الأولى،
ولكن ثمة من يرى أن تفاصيل كثيرة يجب العمل عليها بعد اللقاء، وهنا كما يقال مكمن الخطر، غالبا ما يعمل الأميركيون على التحلل من التزاماتهم التي يقطعونها في الكثير من اللقاءات التي تناقش قضايا عالمية.
ومن الطبيعي أن نكون كسوريين معنيين جدا بهذا اللقاء وما ينتج عنه، وما سوف يصب في النهاية بساحة العمل والفعل، وتجربتنا مع الولايات المتحدة الأميركية ليست مريحة ولا هي بالمشجعة، نعرف أنهم يقولون ما لا يفعلون، يتاجرون بكل القيم الإنسانية، يدعون محاربة الإرهاب، ويزودون الإرهابيين بكل ما يحتاجونه، بل يعملون على دعمهم بشكل مباشر حين يعجزون عن تحقيق أي إنجازات على الأرض، جرى ذلك مرات ومرات، ويعود الأميركي ليسوغ هذه الأعمال بحجج ومصطلحات نعرف أنها ليست إلا كذبا.
بعد قمة ترامب – بوتين، ثمة ما يجب أن يتم إنجازه والعمل عليه على الساحة السورية، من مناطق خفض التوتر كما اصطلح على تسميتها إلى محاربة الإرهاب الفعلي، وهنا سيكون الأميركي أمام اختبارات جدية وجديدة، ربما لن تكون إيجابية إذ بدا الكثيرون يتحدثون عما يمكن أن يكون بعد لقاء القمة بين الرئيسين، وما الذي يمكن أن يتم داخل صناع القرار في الولايات المتحدة الأميركية، وكيف ينظر إلى ما تم الحديث عنه.
والغريب في الأمر بالنسبة للقمة التي تصدر الإرهاب جدول أعمالها، غريب أن يكون الإرهاب الموضوع الأساس، وثمة من يموله ويعمل على رعايته وهو مشارك بالقمة، قمة العشرين، التي على ما يبدو أنها طقس احتفالي أكثر مما هي إنجازات وأفعال، وما المظاهرات التي ملأت المكان إلا دليل على أن الناتج سيكون صفرا كما علمتنا القمم السابقة، ومع ذلك ننتظر ما بعد القمة، وغالبا لن يكون الانتظار طويلا.