ندوة حوارية تبحث في (المشروع القومي العربي- التحديات والآفاق): إعادة تشكيل الهوية القومية الناجحة يتطلب توضيح مفهوم المواطنة
أقام المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني أمس ندوة حوارية بعنوان “المشروع القومي العربي- التحديات والآفاق على مدرج دار البعث بمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين.
واعتبر عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور خلف المفتاح رئيس مكتب الاعداد والثقافة والإعلام أن التأسيس لدولة وطنية على حامل قوي وعقد اجتماعي متين ضمن سيادة القانون واحترامه ومن ثم الانطلاق إلى الفكرة الجامعة هو الاطار الصحيح لمقاربة فكرة القومية العربية لافتا إلى أن المصلحة العامة والصيغ الواقعية هي الأفكار الأكثر قبولا نحو القومية في اطار الواقع الحالي ووسط محاولات اعادة تأسيس العقد الاجتماعي لكل دولة عربية على حوامل تحت وطنية وتغليب المذهبية والخطاب السياسي فيها.
وأشار المفكر العربي أنيس النقاش الى أن التحولات السياسية والاستراتيجية التي تحصل في المنطقة سيرافقها تحولات فكرية لأنها تواجه تحديات من كافة الأنواع وبالتالي يجب البحث في المسائل الفكرية حول الهوية ومستقبل المنطقة لان توحدنا جزء أساسي من المعركة العسكرية التي نخوضها.
ورأى النقاش أن العالم يتخطى اليوم مسألة القوميات نحو اقامة الامبراطوريات الميثاقية بعد ان كان العالم يعيش حول الامبراطوريات القهرية ونحن كعرب يجب ان تكون لدينا هذه النظرة بعد ان عشنا في مثل هذه الامبراطوريات مؤكدا أن على العرب البحث في مواجهة من يريد ايجاد قوميات متصارعة من أجل تقسيم المنطقة.
بدوره أكد الباحث والمفكر غسان الشامي أن القومية حالة عابرة للطوائف والمذاهب واعادة تشكيل الهوية القومية الناجحة يتطلب توضيح مفهوم المواطنة وشعور المصلحة والمصير الذي يجمع أبناء القومية الواحدة لان التنازل عنها يؤدي إلى هويات متشظية يصبح فيها لكل عائلة وعشيرة وقبيلة هويتها الخاصة لافتا إلى أن البنى الاجتماعية المتخلفة استطاعت أن تهشم جزءا كبيرا من الحضور القومي وتذهب باتجاه الاسلام السياسي الذي تبدى في ظاهرة الإخوان المسلمين.
وأشار أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد إلى أن قوى الأمة وأحزابها ونخبها السياسية تفاعلت مع حالة الصمود في سورية وبدأت تبحث عن اعادة استنهاض المشروع القومي العربي كما أن فشل أمريكا وحلفائها في المنطقة يتطلب تعزيز الوضع الذاتي الفلسطيني وتحمل الأمة العربية لمسؤولياتها مجددا تجاه قضية فلسطين واعادة مشروع قومي عربي في ظل معادلات اقليمية ودولية جديدة.
وتطرق إلى حالات النهوض والانتكاسات التي تعرض لها المشروع القومي العربي خلال القرن الماضي لافتا إلى أن تعزيز الترابط الوطني والقومي والاستمرار في مقاومة المشروع الصهيوني والمشاريع الغربية في المنطقة هو السبيل للنهوض بالمشروع القومي العربي وتحرير فلسطين والأراضي المحتلة.
وركز رئيس تحرير صحيفة البعث محمد كنايسي على موضوع تصحيح الأخطاء السابقة التي اعترت مشروع القومية العربية واعتباره مشروعا للامة باسرها ورفض حصره في جهة او حزب أو تيار وتحرير القومية من اسر الايديولوجية السلطوية وربطها بمفهوم الناس وقضاياهم اليومية داعيا الى تجديد اليات النضال القومي وأساليبه وحوامله السياسية والشعبية وتفعيل مضمونه الوطني الديمقراطي في مختلف الاقطار العربية وتحريرها من التبعية والفساد .
بدوره لفت مدير المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي بسام هاشم إلى أن المشروع القومي العربي يواجه تحديات لها طابع سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي فرضها واقع العولمة بجانب التحديات الاستراتيجية والاستقطاب الاحادي في منطقة الشرق الأوسط ما يجعله أمام سيناريوهات قد تكون ليبرالية غير وطنية أو فرض ايديولوجيات معينة أو الابقاء على الوضع الراهن.
ورأى هاشم أن المشروع القومي العربي يحتاج إلى تحرير فلسطين أول مكون في بناء الهوية العربية والانسجام مع مصالح الجماهير واعادة تعريف في السياسة والحدود والمجتمع وصراعات الهوية والانتماءات والعلاقة مع الاسلام.
وتركزت مداخلات الحضور على أن القومية العربية هي الحياة المشتركة على بقعة من الأرض بغض النظر عن الانتماء وإن القومية الصحيحة يجب أن تسمح بالتنوع الذي يقوم على المصلحة المشتركة بين الجميع والتميز بين الانتماء الذي يمكن أن يكون دينيا أو عرقيا والولاء الذي يجب أن يكون للوطن كما أن الهوية الوطنية تلتقي دائما مع الهوية القومية الجامعة.
حضر الندوة رئيس المجلس الوطني للإعلام محمد رزوق ورئيس اتحاد الصحفيين الزميل الياس مراد وفعاليات شعبية واعلامية وعدد من الباحثين والمحللين واساتذة الجامعات.