عزة شتيوي:
لاتشبه سياسة واشنطن في تصريحاتها وتقاريرها سوى سياسة(عرّافة) تعطيك من طرف الحقيقة خيطاً لحبكة مصداقيتها على نسيج كامل الدجل.. هذا الخيط هو سر المهنة المشترك أرقام(الودع) والأرقام التي يقر بها البنتاغون للإعلام ..
بالأمس خرجت علينا المؤسسة العسكرية الأميركية بتقرير من عيار “شفافيتها” تقرّ به (بدقة متناهية) لا نعرف أي مقياس اختارت لها حتى تقول إن التحالف الدولي الذي قصف مئات المرات في حروب المنطقة لم يقتل سوى ما يقارب المئة مدني …بينهم 22 في سورية والعراق ذهبوا ضحية عراك التحالف الدولي مع “داعش” حسب زعمهم.. أما باقي الضحايا فوزعتهم بين الصومال وأفغانستان… ولولا السرية ربما أعطانا البنتاغون وصية الضحية بمسامحة واشنطن على قتله كفرق عملة حربية !!
اللافت أن البنتاغون وبكامل الثقة يقول إنه قتل مدنيين لكنّ الأعداد المتناهية في الصغر من وجهة نظره تبررها غايات حربه في القضاء على “أبو بكر البغدادي” وتنظيم “داعش” الإرهابي..!!
تخيلوا 22 ضحية من المدنيين في 2019 هم فقط (أخطاء واشنطن غير المقصودة ) كما تقول.. في العراق وسورية تم رصدهم والتعرف حتى على جثثهم… فأي تقنية استخدمت واشنطن في إحصاءاتها.. إذا كان الفوسفور الأبيض هو أحد وسائلها لحجة القضاء على الإرهاب.. وقد شهد الأهالي في قرية الهجين في دير الزور كيف ترمي واشنطن قنابل الفوسفور المحرمة دولياً دون حتى أن تميز بين طفل وشيخ..
دفاتر الأزمة في سورية مليئة بجرائم الحرب الأميركية، وهناك أعداد كبيرة من الضحايا، ثم يخرج البنتاغون ليعطينا أرقاماً تعادل واحد بالمئة من فظائعه بحق الإنسانية ويسوقها على أنّها الحقيقة المطلقة..
فهل سمعتم بعد بقاتل يحقق في جريمته ويعطي النتائج على أن تكون هي المعتمده في سجلات الإعلام والتاريخ.. والأكثر غرابة أنه مستمر في الاحتلال والقتل والحصار الاقتصادي ..
يفوق كذب واشنطن كذب العرافة حتى ولو لوحت بخيط من الحقيقة.. لتبييض “الفال” الدبلوماسي الأميركي، وكف السؤال عن حقيقة أعداد الضحايا الذين ارتقوا “بالخطأ” كما تدعي.. بينما كانت طائرات التحالف تنزل الموائد “لداعش” بدقة متناهية ودون أن تنسى حتى تغليف الشوكة والسكين.. وقتل المدنيين الذين لم يبايعوا مصالحها وأهدافها في سورية