هم أبناء سورية الأبرار الذين شبوا وشابوا على حبها وافتدائها بالغالي والنفيس يؤكدون مع بزوغ فجر كل يوم جديد أن المسافات الشاسعة لن تحول عن دعمهم لوطنهم الأم وقيادتهم الحكيمة وجيشهم الباسل في مواجهة ما يتعرض له من حرب إرهابية دولية أدواتها غيلان تكفيرية متطرفة في هيئة بشر لا تعرف سوى لغة التدمير والقتل ولا تتقن إلا فعل الشر والغدر.
ففي العاصمة النمساوية فيينا نظمت الجالية السورية أمس أمسية موسيقية وحفلاً خيرياً جرى خلاله عرض للأحداث التي مرت فيها سورية وحجم المؤامرة الكونية التي دبرت لضرب صمودها حكومة وشعباً.
أعرب المشاركون في الحفل عن وقوفهم إلى جانب الوطن الأم ودعمهم وتضامنهم مع الجيش العربي السوري الذي يخوض اليوم أشرس معارك الدفاع عن شرف الوطن وكرامته ضد حرب إرهابية دولية شنت لضرب البلاد وتدمير حضارتها وبنيانها ونسيجها الوطني والقومي مشددين على ضرورة أن يعي المجتمع الدولي مخاطر الإرهاب العالمي والقوى الداعمة له من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومشيخات الخليج وبعض الدول الإقليمية.
ورفض المشاركون محاولات الغرب وواشنطن وحلفائهم تغيير الخريطة السياسية والجغرافية للمنطقة داعين المجتمع الدولي إلى الوقوف في وجه الإرهاب وقطع أوصاله في كل مكان.
وعرضت الأمسية،التي حضرها حشد كبير من أبناء الجالية السورية والضيوف العرب والنمساويين والجاليات الأجنبية، فيلماً مصوراً عن سورية ما قبل المؤامرة أظهر مدى التطور والنمو الاقتصادي والازدهار على جميع الصعد والتنوع السياحي والحضاري الذي كانت تعيشه سورية وصولاً إلى الخراب والدمار الذي تسببت به المجموعات الإرهابية والتنظيمات التكفيرية والمرتزقة بدعم غربي أميركي بالمال والسلاح الخليجي والتركي، ومدى خطورة تنظيم القاعدة الإرهابي وفروعه من جبهة النصرة وغيرها على مستقبل الأمن والسلام والاستقرار والتطور في سورية.
وعبر الضيوف الأجانب عن تضامنهم مع سورية في حربها ضد الإرهاب والإرهابيين القادمين من شتى أرجاء المعمورة معبرين عن تفاؤلهم بعودة الحياة والأمن والأمان إلى ربوع سورية التي طالما عرفوها نموذجاً يحتذى به في السلم والأمن والتآخي والتنوع الثقافي والديني والحضاري في العالم على مر العصور.
أما في تشيكيا فقد عقد المكتب الإداري للاتحاد الوطني لطلبة سورية أمس مؤتمره الدوري.
وجرى في المؤتمر الذي عقد تحت شعار بالعلم والمعرفة والعمل نبني سورية الوطن بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد مناقشة العديد من القضايا التنظيمية والثقافية والنشاطات التي تهم الطلبة السوريين الدارسين في تشيكيا وتساعد على تعزيز تحصيلهم العلمي.
وأكد القائم بأعمال السفارة السورية في براغ ابراهيم ابراهيم ورئيس فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في تشيكيا أحمد خضور في كلمتين لهما خلال افتتاح المؤتمر اهتمام القيادة السورية بالكادر الطلابي وخاصة الموفد إلى الخارج مشددين على أهمية دعم وتفعيل دور الطلبة السوريين الفكري والعلمي للمساهمة في دفع حركة البناء والتطوير والإصلاح لكافة المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة في سورية وكذلك ضرورة بذل أقصى الجهود من قبل الطلبة لتحقيق أفضل النتائج والعمل على تقديم أفضل صورة عن بلدهم سورية.
بدوره أكد الدكتور سمير مسعد ممثل المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية وقوف الطلبة خلف قيادة الرئيس الأسد الذي يولي كل الاهتمام بالطلبة داخل سورية وخارجها وتقديم العون والرعاية لهم لما لهم من دور حيوي وهام في تعميق الواجب الوطني.
ولفت مسعد إلى ضرورة تركيز الطلبة السوريين على النجاح والتفوق في الدراسات المتطورة والمتعددة لتتم الاستفادة من هذه الخبرات والإمكانات في بناء الوطن وتطوره وتقدمه.
جرى خلال المؤتمر تبني توصيات عدة لتفعيل عمل الاتحاد الوطني لطلبة سورية على الساحة التشيكية وانتخاب المكتب الإداري الجديد للاتحاد.
كما نظم أبناء رابطة المغتربين السوريين في روسيا وأبناء الجالية الارمينية وناشطون من منظمات مدنية روسية أمس وقفة تضامنية أمام السفارة السورية في موسكو أعربوا فيها عن تضامنهم مع الشعب السوري الصامد والجيش السوري البطل في تصديه للحرب التي تشنها ضده تنظيمات إرهابية بدعم مادي ولوجستي من دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبعض الدول الاقليمية وفي مقدمتها تركيا وقطر والسعودية.
وندد المشاركون بالتواطؤ السافر لحكومة رجب طيب أردوغان مع المجموعات الإرهابية المسلحة وبدعمها العسكري للهجوم المسلح الذي قامت به هذه المجموعات على قرى وبلدات في ريف اللاذقية وبالاعمال الوحشية الإرهابية التي ارتكبتها في بلدة كسب.
وقال المشاركون ان سلوك تركيا الممنهج والمعادي لسورية ولشعبها في احتوائها وتدريبها وارسالها عناصر الإرهاب الدولي إلى الاراضي السورية ليعيثوا فيها خرابا وقتلا وتدميرا وليرتكبوا أشنع الجرائم بحق أبنائها سيرتد عليها اجلا أم عاجلا ولن يرى هؤلاء الإرهابيون من سورية ومن جنودها البواسل غير الموت والاندحار وستكون سورية قلعة عصية عليهم وعلى رعاتهم الخارجيين.
وحيا أبناء سورية بهتافاتهم الجيش العربي السوري البطل وأكدوا استعدادهم لفداء سورية بأرواحهم ودمائهم.
وفي كلمة أمام حشد المتضامنين قال الدكتور رياض حداد سفير سورية لدى موسكو ان الهجمة الإرهابية المسلحة من جبهة النصرة التابعةلتنظيم القاعدة الإرهابي وغيرها من المجموعات الإرهابية المدعومة من حكومة أردوغان هي استمرار للنهج التركي الاجرامي الإرهابي طيلة فترة الازمة التي تمر بها سورية مبينا ان حكومة أردوغان دعمت بشكل دائم ومنظم المجموعات الإرهابية المسلحة للتسلل والدخول إلى مدينة كسب تحت حماية الطيران التركي والمدفعية والصواريخ التركية إلى أن تسللت وفرضت هيمنتها على المدينة وأوقعت عشرات الضحايا الابرياء وهجرت مئات العائلات إلى خارج كسب منتهكة بذلك كل القوانين والقرارات الدولية.
وأكد السفير حداد أن أبطال قواتنا المسلحة وجيشنا العربي البطل يتصدون بكل حزم لهذه المجموعات الإرهابية المسلحة وهم يزدادون اصرارا يوما بعد يوم على تطهير كل شبر من أرض سورية من هذه العصابات الاجرامية معبرا عن الثقة باننا سننتصر على الإرهاب وسنخرج من الازمة ونحن أكثر قوة وتمسكا بمبادئنا وثوابتنا الوطنية مهما كلفت التضحيات وستدفع حكومة أردوغان الثمن عاجلا أو اجلا على هذا الاعتداء السافر على الارض السورية وعلي اخوتنا في كسب.
ووجه السفير حداد باسم المشاركين في الوقفة التضامنية التحية لابطال الجيش العربي السوري البواسل وقال انهم رجال العزائم الصلبة الذين يتصدون اليوم لهذه المجموعات الإرهابية المسلحة بكل رجولة ويضحون اليوم بدمائهم لحماية سورية ولحماية قيمنا وشعبنا البطل كما وجه تحية اجلال واكبار لارواح شهدائنا الابرار الذين قال عنهم القائد الخالد حافظ الأسد انهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر.
من جهته ندد الجنرال نورات تير غريغوريان في القوات المسلحة الروسية بسلوك الحكومة التركية واعتداءاتها التي استهدفت الاراضي السورية بغية قتل وتشريد وابعاد المواطنين السوريين عنها معربا عن دهشته من أن تركيا تتصرف وكأنها القوة الامامية لحلف الناتو وتقوم بتنفيذ مهام أطلسية في المنطقة.
وذكر الجنرال تير غريغوريان ان ابناء الشعب الارمني تعرضوا لمذابح في الفترة بين 1915 و1920 على يد العثمانيين وتم ابعادهم فاحتضنهم الشعب السوري واليوم تواصل تركيا تلك المذابح والقتل تجاه الشعب السوري بكل مكوناته بمن فيه الارمن موضحا ان مشاركته في الوقفة هي للتعبير عن رأي الجالية الارمنية في روسيا التي تعمل على تقديم طلب إلى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي لشجب الاعمال العدوانيةالتركية ضد سورية والشعب السوري.
وفي مقابلة لمراسل سانا في موسكو قال الجنرال تير غريغوريان ان المآسي تدور في سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات حيث يتعرض الشعب السوري لعدوان من دول حلف الناتو وبشكل خاص من تركيا بقيادة أردوغان الذي يقتل الشعب ويدمر البلاد مضيفا ان أردوغان يتلقى الايعازات بهدف توجيه اعتداءاته ضد سورية والجوهر في السياسة الامريكية كان في دفع المجموعات الإرهابية المسلحة في المقدمة بدعم واسناد ناري تركي.
بدوره قال المواطن الارميني أدين أبراميان عضو قيادة منظمة الدولة الفتية عندما ينسى التاريخ لابد أن يعيد نفسه ويتكرر فالعثمانيون قتلوا الناس الابرياء بشكل جماعي وعانى من مآسيهم الارمن والاشوريون واليونان واخرون كثيرون واليوم يعاني منهم الشعب السوري مضيفا اجتمعنا اليوم لنقول لهم أوقفوا هذه المذابح وكفي سفكا للدماء وكذلك لنعبر عن تأييدنا الكامل للدولة السورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد في مكافحة الإرهاب ونحن نعلم أن المتطرفين يستغلون الدين ولكن المسلمين الحقيقيين لا يمكنهم الاقدام على القتل والدين الاسلامي يحرم قتل السكان المدنيين والنساء والاطفال وارتكاب الجرائم.
وفي مقابلة مماثلة قالت المواطنة الروسية اليسا رومانوفا جئنا اليوم إلى السفارة السورية لنعبر عن تضامننا مع أشقائنا واخوتنا السوريين لانه اذا لم نعر الاهتمام لما يحدث ضد سورية من عدوان واعتداءات على البشر من مجموعات الإرهاب الدولي المدعومة من دول وأحلاف عدوانية فانها ستصبح قاعدة عامة وستتكرر في جميع أنحاء العالم معربة عن استنكارها للممارسات العدوانية التركية بحق سورية.