هني الحمدان: تشرين السورية
عديدة هي العبارات حول واقع النمو الاقتصادي وطبيعته .. ماهو النمو .. ماذا يعني ذلك .. ؟
مصطلحات عديدة تتنوع وتختلف ،إلا أنه في المعنى والجوهر هناك شيء قريب من الاتفاق عليه ..
بطء النمو له أسباب ،وقد يأخذ منحنيات صعبة إذا ترافقت مع ظروف قاهرة ، وهذه الأخيرة تبطئ وربما تعرقل تماماً وتائر العجلات ،وقد يصل الأمر إلى خروجها من دائرة الإنتاج كلياً ، ويحصل التراجع وتفشل الخطط وتتعقد المسائل ،وتنتج آثار وتداعيات كارتفاعات الأسعار والتضخم ،وطلب متزايد أمام شح وقلة بالمتاح .. وهذا إلى ماذا يؤدي أيضاً ..؟ يؤدي إلى ضعف في تشغيل أو توظيف وسائل الإنتاج ، وهذا الفقر التوظيفي يجر إلى الفقر بالأداء، ويتبع ذلك ازدياد نسبة الفقر والفقراء ،وضيق وتململ في أنشطة وفعاليات الإنتاج برمتها .
اقتصادنا اليوم عانى ومازال يعاني من تبعات باتت معروفة ، وكان لها دور سلبي ، سمته أنه لم ينم خلال السنوات السابقة ، ووصل به المطاف وبشقيه العام والخاص إلى مايشبه العجز في خلق فرص عمل جديدة، وفتح جبهات عمل تسد الاحتياجات المتزايدة أمام ضغوط وتحديات قاسية ، وكل ماحققه النمو الاقتصادي المتواضع ذهب لاستحقاقات ربما كانت مؤجلة منذ سنوات ، وبهذه الحالة لا يمكن أن تتغيير الأحوال والنسب التأشيرية وحركة تطورها مالم يتم تغيير آليات التعاطي والتدخل الفاعل وإحداث اختراق إيجابي بهذا الشأن باتجاه دفعه ،وأقصد هنا ما يتعلق بقضايا ومتطلبات القطاع الخاص ،أي تفعيل أكثر في المساهمة ببناء جدار صلب من خلال طرح مشاريع كبرى ذات أهداف شمولية تحقق كل المرامي ، والانخراط الكامل بالعمليات الاستثماريةوبشكل توسعي أكبر مصحوباً بجملة محفزات رسمية ،وهذا ماعملت الدولة على تفعيله مؤخراً ،وكان أثر عدد من التشريعات التي صدرت إيجابياً قوياً لاستقطاب ليس فقط رؤوس الأموال المحلية ،بل العالمية أيضاً. البيئة الاستثمارية غدت خصبة وغنية وذات مرونة أسرع أمام حركة أي تدفقات استثمارية مرحب بها ..
على أهميتها الإصلاحات الجزئية في أي قطاع قد تتأخر فوائدها وتؤخر من تحقيق الطفرات والبعد التنموي الشامل ،فأحياناً نرى أن جميع المؤشرات الاقتصادية في بطء وبمواقع مراوحة في المكان ، رغم مظلة الإصلاح الموجودة و التشريعات والقوانين الاقتصادية ،وسعي الحكومة على جبهات عدة لخلق الاختراق المنشود الذي ينشط ويفعل من سوية الأعمال .
القادم يحمل الكثير من المؤشرات الإيجابية التي توحي بعودة العمل وحركة الاستثمار من خلال إقلاع مشاريع اقتصادية وخدمية كبرى، بدأت تظهر للعيان على أرض الواقع ..