كلمة الزميل الياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين في حفل تكريم شهداء الصحافة ويوم الصحافة العربية

الرفيق هلال الهلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي,

د. خلف المفتاح,

السيد وزير الإعلام,

السيدة مستشارة السيد رئيس الجمهورية,

أيها السادة الحضور,

 

اختار الصحفيون العرب السادس من أيار ليكون عيداً للصحافة العربية . وكان هذا اليوم ولا زال في ذاكرة العرب يوماً وطنياً وقومياً بامتياز حين ارتفع شهداء السادس من أيار على أعواد المشانق العثمانية في كل من سورية ولبنان وارتقت أرواحهم وهم يهتفون للوطن معبرَّين عن العزة والكرامة ، بالعنفوان والشموخ ، وعن ذروة التضحية الوطنية التي يتوجها الإنسان بالاستشهاد من أجل وطنه .

أيها السادة . . . أيها الزملاء ,

احتفال عيد الصحافة في سورية هذا العام يختلف عنه في أي بلد أو أرض أخرى. فالرابط بين عيد الشهداء وعيد الصحافة العربية الذي تماهى في التوقيت . هو اليوم في سورية يتماهى في الفعل قبل القول. الفعل الذي تبدَّى بارتقاء عشرات الشهداء من الزملاء الصحفيين والإعلاميين وهم يقومون بواجبهم الوطني والقومي بل الإنساني . فحينلزم الكلام دافعوا بالكلمة وحين لزم الاستشهاد كانوا في المقدمة مع الجيش والشعب يدافعون عن سورية وكرامتها . فالعمل الصحفي لم يعد خبراً ينقل ، أو صورة تظّهر، بل أصبح رسالة ، وبمقدار ما نستطيع إيصال هذه الرسالة نستطيع صيانة هذه العقول وحمايتها وتحصينها . ونستطيع الدفاع عن الهوية الجامعة عبر خطاب إعلامي ثقافي متجدد يستند إلى جاذبية الشعارات والمواقف التي يؤمن بها أبناء المجتمع، والرسالة التي يحملها قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية .

أيتها الزميلات . . . أيها الزملاء ,

لقد قيل سابقاً إذا ملكت الإعلام استطعت السيطرة على الرأي العام، هذه المقولة تثبت صدقيتها يوماً بعد يوم وذلك لما للإعلام من دور في التحشيد, الإيجابيُ منه أو السلبي . فبين كشف الحقائق وبين إخفائها بونٌ شاسع … وأن تمارس المهنة بأخلاقية، يعني أن لا تنحاز ، يعني أن تدافع عن موقف صادق وأن تؤثمن على رسالة وجب دفاعك عنها .

أهلنا الأعزاء . . . أخوه وأبناء أُسر الشهداء,

أتوقف هنا لأقول بأن صحفيينا بشكل عام والشهداء منهم بشكل خاص اعتنقوا الوطنية وحملوا الرسالة لأنهم آمنوا أن إعلاماً بلا رسالة هو إعلام كاذب . فاندفعوا إلى الأمام وتقدموا في الصفوف، فمنهم من “قضى نحبه ومنهم من ينتظر” لأن الصدق ديدُنهم والكذب يبعدهم عن الناس ويفقدهم الرأي العام .

وقد لاحظنا كيف أن القنوات والوسائل الإعلامية التي اعتمدت الكذب عبر الفبركة والتضليل قد انهارت .

صحيح انّهم ربحوا في البداية لكنهم سقطوا فيما بعد . لأن الناس ابتعدوا عن هذه الوسائل . لتضحي مشروعاً فاشلاً – خاسراً ومخسِّراً .

أيتها الزميلات . . . أيها الزملاء ,

اعتمد اعداؤنا نظرية إعلامية تستند إلى مبدأ ” غوبلز ” الكذب ثم الكذب ثم الكذب . وها هم الآن يعيشون مع كذبهم . مارسوا في البداية التشويش التخريبي عسى أن ينجحوا في السيطرة على العقول عبر محاولة خلْق ذهنية قابلة لتصديقهم . وحين فشلوا في ذلك, ذهبوا إلى التشويش التخريبي إلى التخريب التشويشي, بتدمير المنشأت وإرباك المجتمع عبر تخريب وتعطيل عناصر القوة والصمود لديه، وهاهم يفشلون أيضاً , فالشعب صامد والحياة تعود إلى طبيعتها, ونحن جميعاً ذاهبون بعد أسابيع عده لممارسة حقنا في انتخاب من صان البلد ودافع عنه وما هي إلا أسابيع أو شهراً وبعون الله وتضحيات الشعب والجيش, يعود الوطن آمناً كما كان، ونبدأ من جديد حركة البناء والإعمار .

السادة الحضور ,

نقوم الآن بتكريم أسر بعض زملائنا وهناك زملاء غيرهم كثيرون إما مختطف أو مصاب أو مهجّر سيتم لاحقاً في يوم الصحافة السورية الذي يصادف 15/8 ذكرى لقاء السيد الرئيس بشار الأسد مع الصحفيين في مؤتمرهم الرابع باستكمال تكريم بقية الزملاء, مع أمل كبير بأن يعود المُخْتَطَفين وهزيمة الإرهاب وسقوط أخر رصاصاته أمام الخطوات الواثقة لجيشنا الباسل .

ختاماً . . . إن الشهادة هي تكريم من الوطن للإنسان وأن ما نقوم به من تكريم هو عملٌ رمزي وتعبير عن التقدير والوفاء لشهدائنا مع أننا نعرف جيداً أن دم الشهداء لا يعادله سوى انتصار سورية على قوى الظلام والتكفير الوهابي وكل قوى الشر والعدوان.

وهذا اليوم ليس ببعيد .

اخبار الاتحاد