بيان اتحاد الصحفيين في الجمهورية العربية السورية بمناسبة يوم الصحافة السورية

 

أيتها الزميلات … أيها الزملاء:

في الخامس عشر من شهر آب للعام 2006 كرَّمنا السيد الرئيس بشار الأسد بحضوره المؤتمر العام الرابع لاتحاد الصحفيين وتوجيه كلمة إلى الشعب العربي السوري والعالم حدَّد فيها معالم الطريق لسنوات قادمة وعبَّر عن موقف سورية الواضح من العدوان الصهيو-غربي على لبنان, مؤكداً دعم سورية للمقاومة في مواجهة العدوان . وأشار سيادته في كلمته التاريخية آنذاك إلى الدور التآمري الذي قامت وتقوم به بعض الحكومات العربية على المقاومة الوطنية اللبنانية التي تواجه العدو الصهيوني وعلى سورية وشعبها… والذي تأكد يوماً بعد يوم حيث المؤامرة على سورية الدولة والشعب تتواصل بدعم وتخطيط وتنفيذ وشراكة من بعض هؤلاء الحكام العرب وأدواتهم وشركائهم في المنطقة والعالم وفي المقدمة العدو الصهيوني الذي انخرط بوضوح في دعم الإرهاب التكفيري الظلامي المجرم ضد الشعب العربي السوري وحضارته وتاريخه .

وإذا كان قد مضى على هذا المؤتمر سنوات ثمانية فإن ما جاء فيه شكَّل ولا زال قراءة واقعية وموضوعية للأحداث ما زلنا نراها أمامنا. فأشباه الرجال لا زالوا هم أنفسهم, وإن غاب بعضهم بالجسد لا بالسلوك والنهج, والفارق أن جوقة جديدة انضمت إلى هؤلاء كالحكومتين التركية والقطرية إضافة إلى دعم الحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية, ولعَّل هؤلاء الذي انطبق عليهم التوصيف “أشباه الرجال” كانوا يبحثون في كيفية الانتقام من المقاومة التي انتصرت على الكيان الصهيوني في جنوب لبنان فاتجهوا صوب سورية وقيادتها نظراً للموقف القومي العربي الداعم للمقاومة والمواجه للمشروع الصهيوني.

وما أشبه اليوم بالأمس, فسورية بقيادتها ومواقفها وشعبها هي في ذات الموقع, أما هم فقد انزلقوا أكثر في التآمر على العروبة وفلسطين والمقاومة, حيث تكشفت أكثر فأكثر علاقاتهم بالكيان الصهيوني وتنسيقهم معه وتحالفهم الفاضح مع قوى الشر والظلام والتكفير والقتل لتخريب المنطقة, الأمر الذي سعت إليها الإدارة الأمريكية و”إسرائيل” منذ زمن .

أيتها الزميلات … أيها الزملاء :

بين كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في العام 2006 وكلمته أثناء تأدية القسم الدستوري في /17/ من الشهر الماضي سنوات ثمانية مرت , استمرت فيها سورية العربية صامدة بقيادته وبتضحيات شعبها وجيشها وهي الآن تواجه أعتى مؤامرة على الأمة توَّرط فيها بعض السوريين الذين غُرر بهم أو سقطوا في المشروع التآمري المخطط له منذ زمن, بقيادة أمراء الظلام, وإذا كانوا قد استحقوا في الماضي الوصف بأشباه الرجال, فهم الآن الشياطين الذي باعوا أنفسهم وارتهنوا لكل ما هو أجنبي وعدو ومتآمر ضد شعوبهم وأوطانهم .

لقد فضح خطاب القسم هؤلاء وكشف ارتباطهم العضوي بالصهيونية وأماط اللثام عن العلاقات الخيانية التي تربطهم بالمشروع الصهيوني في المنطقة .

كما أكّد هذا الخطاب مجدداً الموقف الداعم للمقاومة فسورية لا تساوم مهما كانت الظروف والصعوبات, وفي الوقت التي تواجه العدوان عليها تؤكّد عزمها ودعمها لكل من يواجه المشروع الصهيوني ويقاومه ويدفع التضحيات في سبيل الكرامة الوطنية والقومية .

وليس غريباً عن سورية مواقفها هذه وهي التي استمرت وما تزال رافعة الراية العربية وتعتبر أن قضية فلسطين هي قضيتها الأولى لأنها قضية قومية ووطنية وإنسانية, قضية حق وعدالة, والشعب السوري الذي حمل الراية عير تاريخه ويواجه الآن العدوان عليه هو ذاته الذي قدّم عشرات الآلاف من الشهداء من أجل فلسطين ومن أجل قضايا الأمة.

أيتها الزميلات, أيها الزملاء:

لقد حمّلنا السيد الرئيس في خطاب القسم مسؤوليات ومهام جسيمة كان قد سبق وأشار إليها في خطابه أمام المؤتمر العام الرابع عام 2006 حينما وجّه رسالة إلى الصحفيين عبر مؤتمرهم قائلاً :

“يسعدني أن التقيكم في افتتاح أعمال مؤتمركم الرابع.. وأن أتوجه إليكم بالتحية والتقدير.. ومن خلالكم.. إلى الصحفيين العرب الشرفاء الذين خاضوا بالأمس ويخوضون اليوم حربًا إعلامية وثقافية لا تقل شراسة وخطورة عن المعارك العسكرية التي يخوضها إخوان لكم في ساحات الشرف والكرامة.. ومعركتكم هي معركة الأمة لصون عقلها وروحها والَذود عن هويتها وتراثها ضد ما تتعرض له من غزو منهجي يستبيح كرامتها ويمزق وحدتها ويشوه قضيتها ويضرب إرادة المقاومة فيها من خلال الترويج لثقافة الانهزام والرضوخ والانقياد الأعمى في الاتجاهات التي يحدد سمتها العدو ومن يقف في خندقه ويسوق لمشاريعه.”

“يسعدني أن التقي بكم في هذا الشرق الأوسط الجديد بالمعنى الذي نفهمه وبالشكل الذي نريده.. ولو لم يكتمل بعد.. جديدٌ بانجازات المقاومة.. جديدٌ بفرز القوى الواضح للعيان.. جديد بافتضاح ألاعيبه ومؤامراته.. وبانكشاف أقنعته وزيف مصطلحاته بشكل لم يسبق له مثيل من قبل.”

 

 

أيتها الزميلات, أيها الزملاء:

لقد حمل الصحفيين المسؤولية بشرف وإخلاص. وكانوا على قدر عالٍ من الوطنية فخاضوا معركة التحدي لتطوير وسائل الإعلام. ولم يقتصر الأمر على ذلك, بل عملوا بإخلاص وجدّية لتطوير الحالة المهنية وتثميرها في تحدي التطور الكبير الذي طرأ على وسائل الإعلام في العالم, بل وفي مواجهة الوظيفة الجديدة لهذا الإعلام الذي سبق الجيوش في الحروب .

كما أثبتم كصحفيين أن الوطن يسري في عروقكم, وما عشرات الشهداء الذين ارتقوا وهم يقومون بواجباتهم وكذلك الذين اختطفوا والذين تعرضوا للاعتداء والتهديد إلّا الأنموذج الوطني الصادق للصحفي والإعلامي السوري, والأنموذج للمواطن السوري الذي ينتصر لسورية في أي مكان من هذا العالم .

واليوم حمّلنا خطاب السيد الرئيس أثناء تأديته القسم الدستوري مسؤوليات كبيرة, بعضها مهني, وجلّها وطني. فحين يتحدث عن دور الصحافة الاستقصائية في كشف الفساد ومواجهته ويتحدث عن عصابات الإخوان المسلمين ويصفهم بالشياطين إنما يعطي الإعلام مهمة بارزة لكشف الفساد وتعرية الفاسدين وهي مهمة وطنية كبيرة. فالفساد آفة ليست اجتماعية فقط كما يقال, بل هي مرض ينخر في جسد المجتمع فيضعفه وربّما يقتله وعلينا نحن أن نساهم مساهمةً جادةً ومسؤولة في هذه المعركة.

أما الجانب الآخر فذاك الذي يتعلق بالعصابات المجرمة التي تقتل وتدمر وتخرّب تحت رداء الدين, وخاصة عصابات الإخوان المسلمين المجرمة والذين سمّاهم الخطاب “بالإخوان الشياطين بل هم الشياطين ذاتها, لأن ما يقومون به هو من أعمال الشيطان”

وهنا تبدو المسؤولية كبيرة في كشف وتعرية فكرهم الظلامي ومخططهم ضد الأمة, وارتباطهم بالمشروع الغربي في المنطقة. وهذا يتطلب جهود جميع رجال الصحافة والثقافة والعلم والأدب والفن لكشف هؤلاء أمام المجتمع, ولتجنيب الناشئة خداعهم وتضليلهم الذي يمارسونه في مجتمعاتنا.

لقد حمل خطاب القسم عناوين عديدة وكل ما جاء فيه يستحق الوقوف عنده ويعنينا كمواطنين أولاً وكصحفيين ثانياً, لذلك نحن أمام مسؤوليات ومهام جديدة وكبيرة تستدعي استنفار جهودنا وطاقاتنا لوضعها في خدمة الوطن والشعب والدفاع عنه.

لقد حمل الصحفيون السوريون الرسالة بأمانة, دافعوا عن الوطن, قدموا الشهداء وهم مستمرون في هذه المهمة, فالوطن هو النبراس والعنوان وجيشه الصامد هو القدوة وقائده المقدام هو الرمز الذي مثّل ويمثل عنفوان سورية وشعبها, أما الشهداء فهم المنارات التي تضيء الدرب أمام الأجيال.

فإلى مزيد من العمل الجاد والمسؤول استجابةً لوفاء شعبنا العربي السوري وتاريخ وطننا, هذا الوطن وهذا الشعب الذي يصنع اليوم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تاريخاً جديداً للبشرية.

أيتها الزميلات, أيها الزملاء

بمناسبة يوم الصحافة السورية فإن المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين يدعو الزملاء جميعاً إلى المزيد من العطاء والالتحام بمصالح الشعب والدفاع عن قضاياه.

ويؤكد باسمكم الوقوف إلى جانب قيادة السيد الرئيس بشار الأسد ويعمل لترجمة دعوته المتكررة من أجل الحوار الوطني والمصالحة لحماية سورية وإنقاذها مما يُخطط لها. ونعاهد الوطن والسيد الرئيس وأرواح الشهداء أن تبقى أقلامنا مرفوعة بكل مسؤولية في وجه قوى الشر والظلام والتآمر, وفي خدمة الوطن والشعب ومن أجل بناء سورية المتجددة .

 

دمشق 14/8/2014

المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين

في الجمهورية العربية السورية

 

اخبار الاتحاد