أقيم في مقر اتحاد الكتاب العرب بدمشق أمس مجلس عزاء للشاعر العربي الفلسطيني الراحل سميح القاسم الذي غيبه الموت الأسبوع الفائت بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 75 عاماً.
وأكد المشاركون خلال مجلس العزاء الذي أقامه اتحادا الكتاب العرب والصحفيين في سورية والاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين وفصائل المقاومة الفلسطينية على مناقب الشاعر الراحل ومواقفه الوطنية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودوره في صناعة أدب المقاومة، منوهين بأهمية شعره ودوره في تفعيل المقاومة الفلسطينية وتنمية الحس الوطني في الشعر المقاوم.
واعتبر رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة أن الشاعر القاسم صار جزءاً من حكايات الوطن المجدول على البيارق الخفاقة بالتضحية والبطولة تاركاً لأهله ومحبيه أنغام الصمود والكبرياء بعد أن قارع زنازين العدو الصهيوني حتى أصبحت حارسة أبدية لتطلعه نحو شمس الحرية.
في حين رأى رئيس اتحاد الصحفيين إلياس مراد أن قصائد القاسم كانت أناشيد للوطنية في كل بيت ومدرسة وفي الديار الفلسطينية والعربية ومدعاة لكشف الكراهية والعنصرية الصهيونية لافتاً إلى أنه رحل بعد أن هز الكيان الصهيوني برمته حين عراه ووضعه في مواجهة صورته الدموية المتوحشة بصورته الأخيرة عندما توغل وتوحش وتفنن بأساليب القتل والبطش والتدمير والاعتقال والطرد والملاحقة للفلسطينيين الثابتين على العقيدة الوطنية والمنادين بفلسطين عربية.
أما الأمين العام لجبهة النضال الفلسطيني خالد عبد المجيد فرأى أن الشاعر الراحل جسد المقاومة في شعره وكان له الدور الكبير في مواجهة الهجمة العدوانية الأخيرة على قطاع غزة حيث كان يصدح من خلال الفضائيات لتعزيز صمودنا وصمود أهلنا في غزة ما يثبت دور هذا الشعر في تنمية المقاومة، لافتاً إلى أهمية وقوف سورية إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأشار مدير الإدارة السياسية في منظمة الصاعقة الباحث الفلسطيني الدكتور غازي حسين إلى أن القاسم كان شاعراً مقاوماً متمسكاً بالأرض وحب الوطن والدفاع عن أرضه وقضية شعبه.
وألقى الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد بيان الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وبيت الشعر الفلسطيني قال فيه: إن الاتحاد يعرب عن شعوره بفداحة الخسارة للحركة الثقافية في فلسطين وفي الوطن العربي والعالم الحر برحيل هذه القامة الثقافية العالية مستذكراً بافتخار الدور الذي لعبه الشاعر الكبير إلى جانب الراحلين الكبيرين توفيق زياد ومحمود درويش في التأسيس لمدرسة المقاومة الشعرية.
وجاء في البيان أن الراحل الكبير واحد من ذلك الجيل المؤسس للكلمة المقاتلة على طريق تشييد مدرسة شعرية فورية محكمة الأساسات والبنيان حيث كانت فلسطين وشعبها وقضيتها وأحزانها وآلامها وتطلعاتها بوصلتهم ورؤاهم فاستحقوا بجدارة أن يكونوا أساتذة وأن تتربي في مدرستهم أجيال شعرية وتتعلم منهم الكثير.
وبين الدكتور الباحث سليم بركات أن الراحل القاسم على الرغم من كل الضغوطات التي مورست عليه أظهر عبر أشعاره تمسكه بالأرض معتبراً أن خسارته لا تعوض على مستوى الوطن العربي لأن اسمه التصق بتحرير فلسطين كما أنه عاش حياته بشكل عادي وبسيط ملتصقاً بالفقراء والكادحين.
ورأى الروائي الفلسطيني حسن حميد أن الشاعر الراحل كان أكثر من كونه فلسطينياً أو شاعراً أو وطنياً فهو الذي وعى الوطنية داخل زنازين العدو الصهيوني منذ كان طفلاً ووعى القصيدة وهو طالب في المدرسة الإعدادية وعرف التاريخ العربي من مدوناته الأم وأسس مع رفاقه أدب المقاومة الذي ظهر خلاله صناع أمجاد العرب، مؤكداً أن القاسم سيبقى الشاهد على ما قام به مقاومو فلسطين أطفالاً وشباباً وشيوخاً ونساء إلى كل الأزمنة.
وأكد الشاعر الدكتور نزار بني المرجة أن رحيل القاسم خسارة فادحة للشعر العربي وأن مواقفه ستبقى ساكنة في الذاكرة والوجدان والضمير.
يذكر أن الشاعر سميح القاسم تعرض لكثير من الملاحقات والاعتقالات على يد الاحتلال الإسرائيلي وله سبعون مؤلفاً بين الشعر والنثر والمسرح وحاز العديد من الجوائز العالمية والعربية.