مما لاشك فيه أن صناعة الكتب ونشرها بين الجيل الشاب تواجه الكثير من الصعوبات والمعوقات.. وفي وقتنا الراهن تؤثر الكثير من العوامل التي تمنع الشباب والمثقفين بشكلٍ عام, وتجعلهم يعزفون عن القراءة واقتناء الكتب.
عن هذه الظاهرة ناقش المشاركون في الجلسة الأربعين لملتقى (شام والقلم) في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة- دمشق أهمية توفير الكتاب الشعبي وإنشاء سوقٍ خاصة له ليصل إلى شرائح متعددة في المجتمع مع ضمان الحفاظ على الجودة في المحتوى .
بداية عرّف بعضُ المشاركين الكتاب الشعبي بأنه الكتاب الذي يصل إلى أوسع شريحة من الناس عبر مؤسسات تقوم بنشره ودعمه وتقديمه لمحتوى جيد, وإن كان الأمر لا يمنع من تقديم كتب تبسيطية تحتوي على العلوم والمعارف.. من هنا ليس لدينا في سورية مثل هذا الكتاب برغم وجود تجارب في هذا المجال كتجربة «كتاب في جريدة» الذي كان يصدر مع صحيفة تشرين، وكذلك كتاب جريدة الثورة، وكتاب البعث الشهري الذي كان يصدر منذ عقدين تقريباً.. إضافة إلى تجربة مطبعة كرم التي تولت نشر الكثير من القصص والِسيَر ودواوين الشعراء .
واليوم ثمة مشروع لإطلاق الكتاب الشعبي الذي وعد به الدكتور محمد الحوراني في إحدى المقابلات الصحفية.. ولإنجاح مشروع كهذا يرى المشاركون ضرورة العمل على نشر ثقافة القراءة أولاً في الأسرة والمدرسة والجامعة، ودعم الكتاب، وبعد ذلك لابد من وضع استراتيجيات ثقافية بالتعاون بين الوزارات المعنية مثل التربية والثقافة والتعليم والإعلام مع اتحاد الكتاب العرب واتحاد الناشرين .
رئيس اتحاد الكتّاب العرب الدكتور محمد الحوراني تطرق إلى أثر المؤامرات والحرب على الواقع الثقافي السوري داعياً المثقفين والمؤسسات الحكومية إلى تحمّل مسؤولية دعم الثقافة وتقديم الكتاب بشكلٍ يمكن القارئ من اقتنائه، وأكد ضرورة تحمّل دور النشر مسؤولية تحسين وضع الكتاب, ولاسيما الورقي وفق التنسيق المستمر بينها وبين المؤسسات الأخرى والسعي لطباعة كتب قادرة على خلق ثقافة حقيقية تتعاون فيها دور النشر مع الاتحاد من دون إهمال لدور الإعلام في إنجاز هذا العمل.. فيما لفت هيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين إلى تنفيذ الاتحاد لخطط دعم الكتاب في سورية ونشر الكتب بأسعار من المفترض أن تكون مقبولة لخلق جيل قارئ ومثقف يعتمد على الكتاب الورقي نظراً لمنهجية الوثائق التي يحتويها مشدداً على ضرورة التعاون مع اتحاد الكتاب العرب فيما يقدمه من كتب قيمة تقدم مضموناً فكرياً ومعرفياً بأسعار تتناسب مع الجميع.
وخلال المداخلات لفتت الإعلامية فاتن دعبول التي أدارت الجلسة إلى وجود صعوبات وتحديات تواجهها صناعة الكتاب كارتفاع أسعار التكلفة, وأن الهدف من هذه الجلسة اليوم هو الوصول إلى اتفاق مشترك بين المؤسسات الثقافية لتشجيع القراءة وارتياد المكتبات والاستفادة من تجارب الدول التي أسست أسواقاً للكتاب أو إحياء لبعض الأسواق التي كانت معروفة إضافة إلى تفعيل نشر كتاب الجيب ليكون بين أيدي الجميع.
Prev Post