تؤكد المعطيات الأثرية الحديثة أن السوريين من أوائل الشعوب القديمة التي عرفت معدن النحاس بدليل العثور على قطعتي نحاس في موقع تل الصبي الأبيض بالرقة ينسب تاريخهما إلى نهاية عصر النيوليت ما قبل الفخار (ب).
ومن سورية انطلقت عملية تطور صناعة التعدين في العالم كما يؤكد لـ سانا الباحث والمؤرخ في المديرية العامة للآثار والمتاحف الدكتور محمود السيد مشيراً إلى أنه اكتشف في موقع رأس الشمرة الأثري بمملكة أوجاريت فأس استثنائي بتقنية وحرفية صناعته وبقيمته الفنية وزخارفه المتقنة وهو محفوظ في متحف حلب ويؤرخ لعصر البرونز الحديث بالقرن الرابع عشر قبل الميلاد ويمثل واحداً من أقدم الشواهد في العالم على تعدين الحديد.
ويضيف السيد أن تعدين الحديد تطورت صناعته وانتشر استخدامه في الألف الأول قبل الميلاد في منطقة الشرق القديم ويمثل الفأس الفاخر قطعة سلاح تجسد أولى محاولات تصنيع الفولاذ في العالم وأول محاولة في تاريخ العالم لاستخدام ثلاثة معادن في آن واحد معاً هي النحاس والحديد والذهب في صنع سلاح أو أداة معدنية.
ويوضح السيد أن نصلة المطرقة صنعت من معدن الفولاذ (حديد) وأضيف إليه الكربون على كعب النصلة وتم صب طوق أو غمد نحاسي استخدم كمقبض وقد زين الطوق بنحت بارز يمثل حيوانات (مقدمة خنزير بري مستلق على كعب الغمد) و(رأسي أسدين تخرج من فمهما النصلة) وأظهرت بعض التفاصيل أجسام حيوانات وكذلك الزخرفة الزهرية التي ترافقها من خلال تطعيمها بخيط ذهبي.
واكتشف في موقع رأس ابن هاني في محافظة اللاذقية وفق السيد أول قالب لصب السبائك البرونزية وهو عبارة عن حجر على شكل بلاطة حجرية ضخمة مثبتة في الأرض حفر على سطحها شكل صنع السبيكة وهو محفوظ في متحف اللاذقية.
وفي موقع رأس شمرة اكتشف أضخم قالب لصب الأدوات المعدنية حفر في صخرة كلسية ونحت على عدة جوانب واستخدم لصب الفؤوس والمقصات وأدوات معدنية أخرى وهو من الأمثلة النادرة جداً في العالم.