الشاعر عمر بن أبي ربيعة قال:
كلما قلت متى ميعادنا
ضحكت هند وقالت بعد غد
الحكومة مثل «هند أبو ربيعة» لديها القدرة أن تعد دوماً.. فالانفراجات قريبة.. وأحياناً وشيكة والدراسات لحل المشاكل على الطاولة.
لكن لو نظرت بعين الواقع فإن أياً من هذه الوعود لم يتحقق وغالباً تجد أن الوعد يتكرر لبعد غد مع المشاكل نفسها من عدة سنوات.
المسؤولون يعرفون أنهم يقدمون وعوداً ليست صحيحة، والمواطن يعرف ذلك بحكم التجربة وتراكم الخبرة.
والشماعات التي يمكن أن نضع عليها كل ذلك متوافرة بكثرة ومتجددة وبعضها صحيح وكثير من دول العالم بدأت مسلسل المعاناة السورية.
لكن كل هذا لا يقدم خدمة للمواطن، ودور الحكومات إيجاد الحلول، ومن الضروري أن ينتهي مسلسل الوعود التي لا تنفذ.
علاقة المواطن مع الحكومة تحتاج إلى تصحيح عميق، فلدينا إشكالات مزمنة في الثقة بين المواطن والمسؤول.. فالمسؤول مهما أخفق في مهامه لا يتأثر إلا بكلمات متناثرة هنا أو هناك.. ولا دور لسمعة المسؤول أمام الرأي العام، فغالباً ما يتم النظر إليه على أنها ثرثرة واتهامات من منافسين أو خصوم أو متأذين.
لا أناقش هنا فكرة الفساد أو سوء النية، بل فقط أناقش فكرة الإخفاق وسوء الإدارة.
فإذا كان الفساد يحتاج إلى تحقيقات وجهات رقابية وإثبات الاتهامات، فإن الإخفاق والفشل وسوء النتائج ماثلة للعيان ويلمسها المواطن بيومياته ويستطيع اعتبار أي شخص شاهداً على الفشل في قطاعات كثيرة تتعلق بمستوى المعيشة وسوء الخدمات في هذا القطاع أو ذاك.
السؤال: كيف نصلح العلاقة بين المسؤول والمواطن؟
ببساطة أن يكون رأي المواطن بأداء المسؤول مؤثراً فيه.. وليس القضية صفحات فيس بوك أو حتى وسائل إعلامية، بل يمكن قياس رضا المواطن عن المسؤول من خلال استقصاءات علمية تقوم بها مراكز متخصصة.
إن كانت غير موجودة حتى الآن، فإن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً..
ثم من المهم إعادة النظر بآلية صناعة القرار الاقتصادي، وكان لدينا مديرية دعم قرار ولا أدري أين أصبحت الآن، إما أنها ماتت بالإهمال أو نامت بالكسل.
أقوال:
• أفضل طريقة للالتزام بالوعد هي ألا تعد بشيء.
• الوعد المعطى كان ضرورة من الماضي، الكلمة المكسورة هي ضرورة الحاضر.
• إن الوسيلة الوحيدة لاتخاذ القرار الصحيح هو الاعتراف بالقرار الخاطئ.