بنك الحلول | عبد الفتاح العوض

لدينا مرض مجتمعي أننا لا نعتبر جزءاً من دور المواطن هو الحديث عن الحلول.. ولدينا مرض حكومي إن عرض أحد ما حلاً أو مقترحاً يتم التعامل معه باستخفاف، ويفتشون عن عيوبه مسبقاً.

كثر الذين يتحدثون عن المشكلة، وقلة الذين يتحدثون عن الحلول وهي مشكلة قديمة جداً من طبائع مجتمعنا على الأغلب ما نركز على المشكلات من دون أن ندرك دورنا في تقديم الحلول.

بالمقابل المسؤولون يدّعون أنهم ينتظرون مبادرات من الآخرين… يقولون بشكل أو بآخر من لديه حل فليتفضل ليقدمه وتتهم أولئك الذين يطرحون أنفسهم كـ«عباقرة» يقدمون اقتراحات بأنهم لا يعرفون عما يتحدثون وفي أغلب الأحيان يقدمون «تنظيراً» مثالياً ينفع للكتب وصفحات الفيس بوك لكن ليس للواقع.

من المسؤول عن إيجاد الحلول؟! الحكومة أم المجتمع؟!

سيكون مهماً أن نطل على الإجابات بعقل منفتح وخاصة أن مجرد الحديث عن المشكلات وحدها ليس مفيداً، وأن وصف الواقع لا يقدم ولا يؤخر إلا بمقدار ما يساعد على إيجاد طرق لتجاوز هذا الواقع.

أما الحديث عن الحلول فهو ما نحتاجه جميعاً، ومن هنا ينبغي أن نفكر بآلية صالحة لإنتاج الحلول.

المفارقة التي نواجهها أن الذي يقدم اقتراحات الحلول لا يمتلك المعلومات الكافية، وهو يقدم ما يظنه حلاً اعتماداً على ما لديه من معطيات غالباً لا تكون كاملة.

والذين لديهم المسؤولية عن صناعة الحل يعرفون مثل هذه الاقتراحات، لكن الواقع يكون أقسى من قدرتهم على تقديم الحل. بمعنى آخر…. الذين يقدمون الحلول ليس لديهم معلومات، والذين لديهم معلومات ليس لديهم الحلول الجاهزة.

لهذا هنا أحاول أن أقدم اقتراحاً لصناعة الحلول..

الفكرة بسيطة وغير مكلفة وإن لم تكن مفيدة فلن تكون ضارة أبداً.. كل وزارة تشكل «بنك حلول» وتدعو للمساهمة في هذا البنك عدداً معيناً من المختصين والكفاءات والخبرات سواء من الداخل أم الخارج، من العام أو الخاص، من الأكاديميين أو من أصحاب الأعمال، ويتم عرض المشاكل مع كامل المعطيات ليقدموا لها اقتراحات الحلول، وفي اجتماع شهري يتم استعراض هذه الحلول وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع.

المساهمون في بنوك الحلول ليسوا أسماء ثابتة، بل متغيرة حسب الحاجة والاختصاص.

كلنا يعرف أنه ما من وزير دعا الوزراء السابقين لجلسة حوار ولا دعا أولئك المنافسين له وغالباً ما يتم الاستماع للأشخاص الذين يفكرون مثلنا… نحب أن نسمع أصواتنا.. تعالوا نتفق على أن فكرة بنك الحلول تقوم على الاستماع لأصوات أخرى قد لا تطربنا لكنها تفيدنا… من منا يحب سماع صوت المنبه لكننا جميعاً نحتاجه في أوقات كثيرة.

الاقتراح بسيط.. بنك حلول، المساهمون به أهل العلم والخبرة بأصوات المنبه وإزعاجاته.

أقوال:

– لا تكن ممن يدفنون رؤوسهم في الرمال كالنعام، فتجاهل أي مشكلة لا يعني أنها غير موجودة.

– لا يمكننا حل مشكلةٍ باستخدام العقلية نفسها التي أوجدت تلك المشكلة.

– لا توجد مشكلة تستطيع الصمود أمام هجوم التفكير المتواصل.

اخبار الاتحاد