عندما كانت الصواريخ الأمريكية تدك عاصمة الرشيد، وكان الطيران الأمريكي يحرق كلّ شيء فيها، كانت أصوات حكّام الخليج تعلو واعدة بأنّ الخلاص من “صدام حسين” سوف يأتي بالأمان والاستقرار للمنطقة والأمة، وكان “القرضاوي” يهتف بأنّ الوجود الأمريكي لإسقاط “صدام الطاغية” وفقط، وبعدها لن يكون أمريكيّ واحد على مستوى المنطقة..
وعندما كانت صواريخ “الناتو” تدك العاصمة الليبية، وكان “ثوّار الكاز” يحرقون مؤسسات الدولة، كانت أصوات حكام الخليج تعلو من جديدة واعدة بليبيا القادمة الجديدة، وكان “القرضاوي” من جديد يعدنا بغد ليبي من غير “القذافي الطاغية”، وبالتالي بغد أمّة الإسلام العظيم..
المشهد ذاته تكرّر بإضافة جديدة هامة جدا، وهي ذات دلالة كبيرة، وكبيرة جدا، “فالقرضاوي” هذه المرة لم يكن وحيدا، فقد كان يتناوب على “الجزيرة” مع الدكتور “عزمي بشارة”، والذي كان يعدنا بربيع الأمّة والإنسان، وحرية وديمقراطية غد مشرق، وهنا كان السؤال الكبير: ما الذي جمع “القرضاوي” و”عزمي بشارة”؟!!..
والجواب في أحد احتمالين: إمّا “ثوّار الكاز”، أو “الكاز ” نفسه!!!..