•إعادة النظر بهوية الاتحاد وبالهيكلية الإدارية والتنظيمية والتوصيف النقابي للأمانة العامة .
• تمكين قوة وكفاءة الإعلام العربي في مواجهة الامبراطوريات الإعلامية العالمية .
القاهرة ـــ يونس خلف :
بلا مقدمات أبدأ حديثي عن المؤتمر العام الرابع عشر لاتحاد الصحفيين العرب المنعقد في القاهرة من شعار المؤتمر نفسه ( حرية ـ مهنية ـ مسؤولية ) هل مفهوم الحرية هو مفهوم موحد لدى كل النقابات والاتحادات في الدول العربية وهل النظر إلى المهنية والمسؤولية بنفس التفسير والتعاطي مع المحتوى الإعلامي ومع الصحفي .؟ من هنا تبدو أهمية أن يكون المؤتمر العام لاتحاد الصحفيين العرب انطلاقة جديدة للتغيير والتطوير على قاعدة ماذا نريد اليوم من اتحاد الصحفيين العرب . وماذا يجب أن يفعل .؟
لعل من أولى الأولويات اليوم وضع تصور حقيقي لدور اتحاد الصحفيين العرب وإعادة النظر بهوية الاتحاد وبالهيكلية الإدارية والتنظيمية والتوصيف النقابي للأمانة العامة وإعادة النظر بآليات تشكيلها أو انتخابها وصولاً إلى توزيع المقاعد والمسؤوليات من نواب الرئيس والأمناء المساعدون الذين يبلغ عددهم 15 وهو العدد الإجمالي لأعضاء الأمانة العامة . الأمر بحاجة إلى توزيع المسؤوليات وليس المحاصصة على التوصيفات ، والقرار الصائب لا يحتاج إلى كثير من التفكير كي يعاد النظر بالهيكلية التنظيمية وقانون الاتحاد وبالنظام الداخلي بما يتناسب مع المسؤوليات الكبيرة التي تنتظر الاتحاد في ضوء التغيرات الهائلة في مجال الإعلام والتكنولوجيا .
أيضاً المأمول في المرحلة الجديدة لاتحاد الصحفيين العرب التركيز على قوة وكفاءة الإعلام العربي في مواجهة الامبراطوريات الإعلامية العالمية التي تستقي معلوماتها من مصادر مجهولة خصوصا في ظل الهجمات التي تتعرض لها البلدان العربية يضاف إلى ذلك مخاطر التكنولوجيا الحديثة وأثرها على الصحافة العربية وضرورة بناء الوعي الذي يتوافق مع القيم والسلوك المتعارف عليه في المجتمعات العربية وتمكين الصحافة العربية من مواجهة الهجمات التي تتعرض لها البلدان العربية من حملات إعلامية مضادة تستهدف التزييف والتلفيق و تضليل الحقائق . ولا يمكن أن نحقق خطوة متقدمة في هذا الاتجاه دون تكريس حقيقي لحرية الصحافة و ضمان سلامة الصحفيين و صون كرامتهم ، و إتاحة الفرصة أمام وسائل الإعلام العربية للقيام بدورها كاملا في نقل الأخبار والمعلومات و تحليلها و كشف مظاهر الفساد وعندما نتفق بأن التحديات كبيرة فمن الطبيعي أن تكون الإصلاحات عميقة .
كذلك من الأولويات ايجاد تصور واضح وبرنامج عمل مع تحديد آليات تنفيذه لمواجهة ما ستشهده الفترة القادمة من إختفاء كثير من الوسائل التقليدية وظهور وسائل حديثة وكيفية التعامل مع مصير الصحافة الورقية في الوطن العربي وإيجاد حلول حديثة تتوافق مع التغيرات ولعل النجاح الأكبر الذي يمكن أن يستمر به اتحاد الصحفيين العرب هو ترميم الجسد العربي من التصدع بأعمدة الصحافة والإعلام والتواصل بين النقابات والشعوب العربية من البوابة الإعلامية وأن يكون رجع الصدى لما يقوم به الاتحاد من الشعب العربي في كل دولة وأن تبقى الصحافة العربية تتنفس من الجسد العربي وليس من خارجه لا سيما أن اتحاد الصحفيين العرب تأسس بالقاهرة عام 1964 تعبيراً عن رغبة الصحفيين العرب في توحيد كلمتهم داخل كيان قوي يستطيع الدفاع عن قضاياهم وقضايا الوطن العربي .