هل أمامنا منافذ للنجاة من الفساد؟!
نعم, بل منافذ رحبة, فحين نقلع مكامن الفساد من جذورها، ويوم نضع معايير واضحة ونحدث القوانين القديمة التي تقول بملء الفم ” يجوز!” ونمنع الاستثناءات ويكون المسؤول والمواطن على مسافة واحدة من تطبيق القانون ويكون الرقيب نظيف اليد لا يبيع ضميره ومسؤوليته الوظيفية لأن شرفه المهني أغلى من كنوز الأرض.. حينها نسد جحور الفساد ومنافذه ! وما علينا إلّا أن نبدأ من أنفسنا!
إن أشد ما ذهب به الفساد خلال سنوات القحط عندما تكالبت علينا هجمات الإر*ها*ب وداعميه في حروبهم القذرة هو حرمان مجتمعنا ومواطننا من نعمتي الكفاية والأمان!
وكانت الطامة الكبرى في اتخاذ سلسلة من القرارات المرتجلة التي لم تفرضها الأزمة بقدر ما فرضها صائدو الفرص، فكانت مرتعاً خصباً للفساد وكائناً طفيلياً نما على حساب العدل الاجتماعي الذي يسعد في ظلهما الوطن والمواطن، وتم استهداف الشبع والأمان بشكل ممنهج وقبيح، ولأنها الحرب وتحت سدولها يباح ما لا يباح انزاحت شريحة كبيرة من مجتمعنا ورمي بهم في فضاء الفقر.
وتحت عناوين المعالجة الآنية تارة والإسعافية تارة أخرى توالى هطل زخات من القرارات المستندة إلى قوانين أكل الدهر عليها وشرب..فكانت أشبه بالدواء المر الذي يعالج عارضاً ممرضاً، لكنه مع الوقت يصيب عضواً آخر بالعطب.
ولا ينفع اللوم أو العتب أو حتى التبرير, لكننا اليوم غير الأمس وما تجرعناه لن يمر اليوم بعد أن دفعنا ثمن الانتصار غالياً ، والمراد أن يكون أي قرار مبني على وثيقة قانونية ترسم ملامح المستقبل انطلاقاً من الرؤية الواضحة للواقع.
إن تحديث التشريعات والقوانين يشكل الوثيقة أو الاستراتيجية القوية التي تمنح القرارات الجرأة التي تحتاجها للوقوف سداً منيعاً في وجه الفساد ووجه أثرياء الحرب الذين بنوا امبراطورياتهم على حساب لقمة المواطن ومعيشته بدلاً من دعمه والنهوض بمجتمعاتهم وأجيالهم ودولتهم.
واليوم، ونحن نفتح أبواب عهد جديد ونصر مؤزر، لا خلاص لنا من الفساد والسماسرة وأثرياء الحرب إلّا بتحديث القوانين القديمة وإيجاد معايير شفافة تبين بوضوح المسموح والممنوع من دون محاباة عبر القرارات الجريئة وعبر القوانين الرادعة والعقوبات الصارمة والغرامات المادية!
لعلنا بانتظار حزمة تشريعات جديدة أو هكذا يفترض، فمشكلتنا مع قدم القوانين قديمة، ولا بدّ من استدراك جرئ ليكتمل الإنجاز ولنتوج انتصار بلدنا، فالنصر على الفساد يوازي الانتصار الذي حققناه في حرب السنوات الطويلة.
Prev Post