لم يعد أي حدث في العالم بعيداًعن التأثير على مجرى الوقائع والحياة اليومية في كل أصقاع المعمورة.
ليس من باب العولمة المدمرة إنما من جانب أن التشابك الاجتماعي والاقتصادي والثقافي غدا أكثر عمقاً.
من هنا لايمكن الركون إلى أن الزج الغربي للمساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا لايعني بالضرورة حباً بها ولها، وليس عملاً عادياً في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن ضد موسكو إنما هو أبعد وأكثر خطورة مما نتوقع.
إنه العدوان الذي بدأت آثاره الاقتصادية تظهر على العالم كله، ولاسيما في الغرب أولاً، وبدت هذه الدول كمن يطلق النار على قدميه.
نقص في موارد الطاقة وتقييد الكثير من الشركات ونقص في الحبوب، ولم يكتف الغرب بما فعل بل أراد أن تعم الكارثة على الجميع فأوقف شحنات الأسمدة الروسية المتوجهة إلى الدول النامية.
ومع هذا الخطر الداهم كلّه تصرّ واشنطن على زجّ المزيد من تبعها في أتون الحرب، إذ تتحدث التقارير عن نية رومانيا إرسال عربات قتالية إلى أوكرانيا، وعزم بولندا بضغط من واشنطن على إرسال قوات إلى أوكرانيا، وتعلن الدول الغربية المزيد من وقود الحرب.
بينما تتصاعد أصوات لم تصل حد النضج إلى ضرورة محاسبة زيلنسكي لأنه يجر العالم إلى أتون حرب عالمية ثالثة.
هل تنجح هذه الأصوات قبل فوات الأوان..وحتى إذا نجحت لقد تصدع الكثير في المشهد العالمي ..ونأمل أن يكون الصدع كسراً للقطبية الواحدة.