شعبان خلال فعاليات المنتدى الإعلامي الأول لاتحاد الصحفيين: السياسة السورية مبنيّة على الصدق والشفافية ولم تتغيّر

بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لقيام الحركة التصحيحية المجيدة، أطلق اتحاد الصحفيين منتداه الإعلامي الأول في لقاء حواري مع الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية حول كتابها “عشرة أعوام مع حافظ الأسد 1990-2000” وذلك في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات في جامعة دمشق، بحضور الرفيق رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح ووزير الإعلام محمد رامز ترجمان وأمين فرع جامعة دمشق للحزب ورئيس الجامعة وعدد من مديري المؤسسات الإعلامية وحشد من الإعلاميين وعمداء الكليات وطلاب كليتي الإعلام والعلوم السياسية.

وقدّمت الدكتورة بثينة شعبان عرضاً موجزاً عن أهم ما تضمّنه الكتاب، والدافع الذي دعاها إلى المبادرة للإضاءة على هذه الوثائق التاريخية من تلك الحقبة الهامة في عمر سورية: “مفاوضات السلام مع كيان الاحتلال”، مبينة أنها أرادت من تقديم مادة موثّقة عن المفاوضات دحض كل الأكاذيب والافتراءات التي حاول بعض الكتاب الغربيين والصهاينة بثّها عمّا جرى، وتقديم حقيقة الموقف السوري خلال المفاوضات الشاقة للقارئ والمواطن العربي، والدور الذي لعبته الدول الكبرى في الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية، موضحة أن الكتاب جاء في مرحلة صعبة تعيشها سورية خلال الحرب الإرهابية على سورية، وتقودها السعودية وقطر وتركيا تحت مسمى “الربيع العربي”.. ولتقديم مثال على أن السياسة السورية ثابتة ولم تتغيّر، فهي مبنية على المبادئ والصدق والشفافية، وما جرى داخل الغرف المغلقة هو ذاته الذي يتمّ طرحه في اللقاءات والمؤتمرات الصحفية.

وعن المفاوضات السورية الإسرائيلية بيّنت شعبان أنها كانت محكومة بمبدأين أساسيين: الأول توحيد الجهود العربية في فريق واحد، والثاني: الأمن للجميع دون استثناء، من فلسطينيين ولبنانيين وسوريين، وأن السلام يجب أن يكون عادلاً وشاملاً، ويجب أن تكون كل خطوة مدروسة وطنياً وإقليمياً ودولياً، لافتة أن القائد المؤسس حافظ الأسد كان ثابتاً وصلباً في التفاوض، همّه وطنه وقضيته بعيداً عن المصالح الشخصية التي حاول بعض القادة العرب الاستفادة منها، لقد كان يفكر بمنظور تاريخي من أجل سورية والعروبة، وطالبت بالتشديد على إيلاء مسألة التوثيق حيّزاً مهماً من العمل الصحفي لما له من دور في كتابة تاريخنا بعيداً عن أقلام الغرب وأزلامهم.

بعد ذلك فُتح باب النقاش، حيث أدارة الزميلة رائد وقاف عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين الحوار، وقدّمت عرضاً قصيراً عن الكتاب ومحتواه..

وقال محمد كنايسي، رئيس تحرير صحيفة البعث، في مداخلته: إن هناك أوساطاً عربية وإقليمية ما تزال تشكّك في موقف سورية من المفاوضات مع الكيان الصهيوني.

ورّدت شعبان نحن نعمل وفق أسس واضحة وشفافة، ولا نبني سياستنا على التوقّع والاحتمال، وتساءلت: ماذا جنت الدول التي وقّعت “سلام” مع الكيان الصهيوني من كامب ديفيد إلى أوسلو ووادي عربة، فقد طبّقت كل ما تريده “إسرائيل” وبقيت حقوق العرب منسية، وما نشهده اليوم في الأرض المحتلة في فلسطين خير دليل على ذلك، ما يؤكد صوابية موقفنا.

ولفت رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، عميد كلية الشريعة في جامعة دمشق، الدكتور محمد توفيق البوطي إلى أهمية التوثيق التاريخي للاستفادة من تجارب الماضي وفهم المعطيات الجديدة على أساسه، فيما تساءل عدد من الحضور عن العلاقة مع واشنطن.

وردّت الدكتور شعبان على أبرز التساؤلات، حيث أكدت أنه لا يوجد أي مفاوضات مع الإدارة الأمريكية، سواء الحالية أو القادمة، وأضافت: سورية تنظر بترقب إلى تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وهي ترى أنه إذا حارب بالفعل الإرهاب سيكون حليفاً طبيعياً لسورية وروسيا وإيران.

وكان رئيس اتحاد الصحفيين موسى عبد النور قال في كلمة له في بداية المنتدى: إن الاهتمام الحكومي بالمنظمات الشعبية وبعملها يعطينا المجال للانطلاق بعمل دؤوب يخدم العمل الإعلامي والنقابي، مشيراً إلى أن الحركة التصحيحية بنت دولة قوية منيعة فرضت نفسها على الساحتين الإقليمية والدولية بمواقفها المبدئية والثابتة وسيادتها الوطنية، بحيث يظهر جلياً أن استهداف الدولة السورية اليوم من خلال هذه الحرب عليها هو بسبب مواقفها، وبيّن أن تسليط الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ سورية في هذا الكتاب يعطينا الدليل الواضح أن الحرب واحدة والاستهداف واحد، وإن تغيّرت الأدوات، لكن ما أسست له الحركة التصحيحية وما استمرت به من حركة تطوّر وتحديث الدولة السورية أكد أننا في الطريق الصحيح، وأن نهاية الطريق هي الانتصار الذي لا نملك خياراً سواه، مشيراً إلى أن سورية، التي ترتكّز على إرث حضاري وإنساني كبير هو الثروة الأغلى لها دائماً، ستهزم أي مخطط مهما أوغلت أدواته في الإجرام.