لمواقع التواصل الاجتماعي فاعلية في نقل الأخبار وتلقيها وخدمة الجمهور إلا أنها من أكثر الوسائل نشراً للشائعات والأخبار الكاذبة التي تؤثر سلباً على المجتمع والأفراد ولا سيما في أوقات الأزمات كما يحدث حالياً بعد حدوث الزلزال المدمر وتكرار الهزات الأرضية يومياً .
يعتبر الفيس بوك من أكثر مواقع التواصل شهرةً في نقل وترويج الشائعات وتهويل الأحداث وبث الذعر بين المتابعين من خلال ما يتم نشره عبر الصفحات أو الحسابات الوهمية والتي بدورها أصبحت مصدراً للقلق والذعر . فبعد زلزال السادس من شباط الحالي كثرت التنبؤات والتوقعات وأبحاث ودراسات لعلماء الجيولوجيا والفلك وما إلى ذلك وانتشرت عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم حتى أصيب الناس بحالة من الخوف والصدمة ليس من الزلزال بحد ذاته وإنما من كثرة الأقاويل والشائعات فأصبح الهروب إلى الشارع والحديقة والأماكن المتطرفة التي تخلوها الأبنية هو الحل الأمثل للكثيرين .
باتت الشائعات تحرك الناس تلقائياً دون أدنى تفكير فعلى سبيل المثال ما حدث من أيام قليلة عندما تناقلت الشائعات خبر حدوث زلزال ما بين الساعة (10و11) ليلاً وجدنا الناس يهربون من بيوتهم خوفاً وذعراً ، أو ما حدث الاسبوع الفائت نتيجة الهلع غير المبرر ( ثلاثة حالات وفيات ) بسبب توقف القلب المفاجئ أثناء حدوث هزة أرضية ناهيك عن الاصابات كالكسور والرضوض نتيجة التدافع وحالات الهلع والصدمات النفسية التي أسعفت إلى المشافي .. فالأخبار الزائفة والشائعات التي تنتشر بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات الأخبار في لحظات الكوارث تعمل على إرعاب الناس وبث الهلع في صفوفهم وآثارها النفسية كارثية أقسى عليهم من الزلازل في معظم الأحيان وما يستوقفنا حالياً ما يتم تناقله من العالم الهولندي الذي تنبأ بأكثر من زلزال وحدث على حد زعم أغلب صفحات الفيس بوك يتم نشره بصورة عشوائية عن احتمالية وقوع زلزال. و ما يتم إشاعته في صفحات ومواقع أخرى عن أن الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا هو زلزال صنعي ومفتعل وما حدث هو ما أسموه بالشعاع الأزرق كل هذا يجعلنا أحوج ما نكون للمعلومة الصادقة والخبر اليقين الذي يلبي فضول السائلين ويطمئن قلوب المذعورين ويجعلهم يطلقون العنان لتفكيرهم بما حدث وبما سيحدث بعقلانية دون تهويل فالشائعات التي تولد من رحم الأزمات والكوارث علينا أن نئدها بالحال بإهمالها وتجاهل متابعتها والتشكيك بمصداقيتها وعدم مشاركتها مع الأصدقاء والمتابعين الآخرين ومن خلال التوعية الاعلامية ونشر الوعي المجتمعي بشتى الوسائل والسبل .