لطالما رددنا منذ صغرنا تلك الجملة (في الاتحاد قوة)، سمعنا تلك الجملة منذ بداية طفولتنا وما زلنا نسمعها إلى الآن، ولكن أصبح تأثيرها على نفوسنا أضعف عندما تحول الاتحاد الى فراق.
ثمة قصص كثيرة ومتنوعة وصفت حال العرب منها قصة الأب الذي جمع أبناءه، وطلب من كل واحد منهم أن يأتي بعود حطب ويكسره، فكسر جميع الأبناء أعواد الحطب، ثم طلب منهم أن يجمعوا كل ذلك الحطب في ربطة واحدة ويكسروها، فلم يستطع أقواهم أن يكسرها، فقال لهم هؤلاء هم العرب عندما يتحدوا.
واليوم كثيرة هي الرسائل والدلائل والمؤشرات التي يمكن التقاطها من زيارة رؤساء البرلمانات وأعضاء الوفود البرلمانية العربية إلى دمشق، لكن ثمة ثلاث نقاط تكاد تكون العناوين الكبيرة التي جعلت مساحة التفاؤل تتسع أكثر:
أولها: التطلع والتفاؤل والحرص على مستقبل أفضل لجميع البلدان العربية . والثانية: تأكيد السيد الرئيس بشارالأسد بأن هذه الزيارة تؤكد أن هناك مؤسسات عربية فاعلة قادرة في مختلف الظروف على أخذ زمام المبادرة والتحرك لصالح الشعوب العربية، و أن قوة المؤسسات التي تمثل الشعوب تأتي من كونها تمثل مختلف أطياف وشرائح المجتمع.
أما النقطة الثالثة فهي ما قاله رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي بأن مجالس النواب تمثل شعوبها، وهي التي تدفع حكوماتها باتجاه التقارب لنصل إلى المبتغى بما يخدم بلداننا وشعوبها الكريمة، ولا يمكن أن نترك أي جزء من الأمة العربية يواجه مشاكله وحده.
وبالعموم لا يرتقي التعبير عن معاني ودلالات زيارة الوفد البرلماني العربي إلى سورية إلى أعلى وأدق وأصدق من قول السيد الرئيس بشار الأسد بأن هذه الزيارة تعني الكثير بالنسبة للشعب السوري لأنها تعطي مؤشراً على وقوف أشقائه العرب إلى جانبه في الظروف الصعبة التي يتعرض لها بفعل الحرب الإرهابية وتداعيات الزلزال.
ولعل السؤال اليوم عن استمرار غياب البعض من العرب الذين لم يتعلموا بعد من تجارب أصدقاء أميركا مع الإدارات الأميركية، ولم ينتبهوا حتى اللحظة إلى أن الإدارات الأميركية تستخدم مثل هؤلاء حتى تنتهي صلاحيتهم، فترمي بهم في سلة المهملات، وتبحث عن آخرين مستعدين لبيع أنفسهم وأوطانهم وقضاياهم.
ويبقى أيضاً أن نسأل من جديد عن جامعة الدول العربية التي أنشأها العرب لتكون البيت الذي يجمعهم ويوحّدهم أمام الأخطار والتحديات الكبرى، لكن ما حدث أن هذه الجامعة أصبحت جسراً تعبر وتمر من فوقه كل المشاريع التي تسعى إلى تقسيم الأمة العربية وإثارة نعرات الفتنة والأزمات الإقليمية بين أبنائها. لكن وقائع اليوم تؤكد من جديد أن إرادة الشعب السوري هي التي انتصرت بصموده وببطولات جيشه الباسل ودماء وتضحيات شهدائه وبحكمة وصبر وقيادة المناضل المقاوم الرئيس بشار الأسد الذي يجمع العرب اليوم من جديد بانتصاره على الإرهاب وبتعزيز دور سورية وحرصها على تمكين العرب لوحدتهم لأن قوتهم في هذه الوحدة.