د.خلف علي المفتاح:صحيفة الثورة السورية
:ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة أن يقوم الأصيل بما عجز عن القيام به الوكيل، فالعدوان الإرهابي الصهيوني على مواقعنا العسكرية في مطار المزة
هو احد المؤشرات على حالة التكامل والتوافق والتنسيق بين العصابات الإرهابية المسلحة والعدو الصهيوني الذي وجد فيها الأداة المناسبة لتحقيق ما عجز عنه طوال عقود من عمر الاحتلال والعدوان على دول المنطقة وشعوبها وبعودة سريعة إلى الأشهر والسنوات التي مرت من عمر الأزمة نجد أن ذلك العدو يمارس سلوكه العدواني تجاه سورية في كل مرة تتلقى فيها العصابات الإرهابية هزائم أمام قواتنا المسلحة وأبطال جيشنا العربي السوري.
وذلك بهدف إعطاء جرعة معنوية لهذه العصابات وحماتها في الخارج أو بهدف خلق توازن ما في ميزان القوى العسكرية حيث يدرك الجميع انه اصبح بشكل واضح في مصلحة قواتنا المسلحة ورديفها المقاوم والمقاتل الأمر الذي يشكل قلقا حقيقيا لجوقة العدوان على الشعب العربي السوري.
لقد شكلت الانتصارات التي حققتها قواتنا المسلحة في حلب وغيرها من المناطق صدمة حقيقية للعدو الصهيوني على وجه التحديد والدليل على ذلك ردود الفعل التي أبداها ساسته ووسائل إعلامه وقادته العسكريون وجملة المخاوف التي عبروا عنها بالقول إن انتصار الدولة السورية وبقاء نظامها السياسي سيشكل خطرا على الكيان من الشمال حيث محور المقاومة الذي تشكل سورية نواته الأساسية ما يعني سقوط الأحلام والأوهام التي عاشها الصهاينة طوال سنوات مضت من أن الإرهاب سيأتي على سورية وجيشها واستطرادا محور المقاومة ما يعني نجاح المشروع الصهيوني الهادف إلى إخراج سورية من المعادلة الاستراتيجية في المنطقة وبالتحديد معادلة الصراع العربي الصهيوني التي تبنتها سورية ولم يستطع احد إخراجها من التداول.
إن ما يقلق العدو الصهيوني وأدواته فشل العدوان الإرهابي في تحقيق أهدافه المعروفة للجميع وكذلك سقوط الرهان على العامل العسكري في تحقيق ذلك وجعل الخيار السياسي هو الممر الإجباري والوحيد للخروج من الأزمة ما يعني من الناحية العملية أن الحل لن يكون إلا سورياً وبإرادة السوريين وتوافقهم وليس بفائض قوة الخارج وهو ما كان يسعى إليه أطراف العدوان جريا على ما جرى في العراق وليبيا أي سيناريو القوة العسكرية والتدخل الخارجي المباشر أو غير المباشر وعبر الوكلاء سواء كانوا جماعات إرهابية أم دولاً بعينها.
إن الاعتداء الذي حصل على مطار المزة العسكري وتزامنه مع التفجير الإرهابي الذي جرى في كفرسوسة وذهب ضحيته العديد من الشهداء والجرحى يعكسان الطبيعة المتشابهة والواحدة للإرهاب بوجهيه الصهيوني والتكفيري وإنهما ينهلان من منبع ومطبخ استخباراتي واحد ما يعني أننا أمام وجهين لعملة وعمالة واحدة لا يمكنها إخفاء حقيقتها مهما امتلكت من أدوات التضليل والخداع والمناورة.
إن ما يدعو إلى التساؤل بل الإدانة هو ذلك الصمت المطبق أو التعابير الخجولة لدول ومنظمات بعينها أمام ما يجري من إجرام وعدوان ممنهج على الشعب السوري وسيادة الدولة السورية في حين نراها ترغد وتزبد عندما تتعرض العصابات الإرهابية لهزيمة أو تتلقى ضربات موجعة من أبطال قواتنا المسلحة الباسلة وتتلطى بالبعد الإنساني في ثنائية وازدواجية عجيبة تعكس أزمة أخلاقية وإنسانية تعيشها تلك القوى وتطرح العديد من علامات الاستفهام حول شرعتها وشرعيتها التي تدعيها. فالسكوت الملتبس لهذه القوى يضعها في خانة الشراكة مع الإرهاب سواء كان صهيونيا أو تكفيريا وعليها ان تتحمل نتائجه وتداعياته عليها وعلى شعوبها حاضرا ومستقبلا لأن هذا السكوت هو بمنزلة الضوء الأخضر للإرهاب إن لم يكن تشجيعا له وشراكة معنوية فيه ما يجعل منه مستقبلا سلوكا طبيعيا ان لم نقل ثقافة عدوانية تمارس على مرأى ومسمع دول العالم وشعوبه دونما رادع مادي أو موقف حقيقي وازن وفاعل بمواجهته.