لا يمكن النظر إلى المشهد العام الذي بدأ يتشكل في المنطقة العربية ويستهدف تشكيل إجماع عربي وإقليمي لتحسين صورة العلاقات العربية – العربية بمعزل عن الانتصار الذي حققته سورية وهزيمة المشروع الاستعماري الأميركي الغربي الذي كان يستهدف سورية وشعبها وسيادتها وثرواتها . صحيح أن الدخول جاء من البوابة الإنسانية بعد أن ضرب الزلزال المدبر بعض المناطق في سورية لكنه في نفس الوقت كان رسالة واضحة محتواها الإعتراف بالانتصار السوري وحق سورية في الدفاع عن سيادتها . واليوم ثمة تفاؤل ومناخ من الفرح والأمل من الشعوب العربية بالحرص تحسين العلاقات بين الدول العربية لأن ذلك هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام .ولذلك فإن دلالات عودة العلاقات تتجاوز أهدافها التي بدأت بمناسبة كارثة الزلزال إلى ما هو أبعد ولا سيما لجهة توسيع الانفتاح المتبادل خلال المرحلة المقبلة .ولعل هذا التحرك يعطي قيمة مضافة للزخم العربي المتزايد نحو دمشق . ولعل المهم هو ما يلاحظه أي متابع للتحرك العربي العربي تجاه سورية أنه يتركز على مسألة جوهرية نعتبرها أصل الحكاية وهي دعم مؤسسات الدولة السورية و الحفاظ على وحدة واستقرار الدولة السورية وبالمقابل المواطن السوري يدرك تماما أن الاستهداف الخارجي للدول العربية هو واحد ولكن تحت عناوين ومسميات مختلفة فهناك وعي شعبي جمعي لحقيقة هذا الاستهداف وبالتالي لا بد من إعادة ترتيب البيت العربي حتى تكون المواجهة فاعلة ومؤثرة أمام هذا الاستهداف المستمر والمتجدد . من هنا ننظر بكثير من التفاؤل إلى الناتج المأمول من هذا التحرك الإيجابي ودوره في تحقيق ما يأمله كل مواطن عربي .