إنهم سيف الوطن وترسه

مجد وشموخ وكبرياء، إقدام وتضحية وفداء، عزيمة لا تلين وإرادة قوية شكلت وتشكل سياج هذا الوطن الحصين، تلك هي خيارات أبطال جيشنا من مناضلي ومقاتلي القوات المسلحة الباسلة ضباطاً وصف ضباط وجنوداً.

 

خبرهم الوطن في ساحاته المتعددة، رجالاً وأمثولة للتضحية والبذل، منذ أن أصبح لوطننا علم يرفرف وجيش يحمي هذا العلم وشعب يرفده بكل أسباب الاستمرار والانتصار.

 

 

رجال قواتنا المسلحة الذين هم أبناؤنا تحوطهم العيون وتسيجهم القلوب وتغمرهم المحبة، هم اليوم صمام الأمان وعامل الاطمئنان الذي يعطي الثقة للداخل ويشكل قوة الردع الأساسي وعامل الصمود الأكثر عطاء وحباً لوطنهم وشعبهم.

 

فمنذ الأيام الأولى لانطلاقة هذا الجيش الوطني كانت المهام الجسام فوق كتفيه، فهو للاستقرار والانتصار، فسجَّلَ عبر تاريخ مواجهته مع القوى الاستعمارية أمثولة في التضحية وآلاف الشهداء بحيث أينما.. تعطرت بتراب الوطن تستنشق رائحة دمٍ لشهيد، آمن بأن ثمن الحياة.. هي الحياة ذاتها، فأعطى دون سؤال، من أجل أن يحمي حياة شعبه وأبناء وطنه رجالاً ونساءً وأطفالاً.

 

إن هؤلاء الرجال الذين ينتشرون اليوم بين أهلهم في بعض القرى والمدن هم صمام الأمان في وجه المؤامرة التي تستهدف الوطن، ليس الوطن السوري فحسب بل الوطن العربي، فهم يواجهون الآن نيابة عن الأمة.

 

يبذلون بكل شهامة ونبل، يسقط الشهداء منهم بأياد غادرة، ملوثة بوحل الخيانة والتآمر، ومع كل ذلك لا يستخدمون سلاحهم حتى في حالات الدفاع عن النفس، وفقط في حماية المدنيين والأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ.

 

أبناؤنا وإخوتنا في القوات المسلحة هم الأنموذج في كل شيء في الإيمان بعقيدتهم، بشعبهم.. بوطنهم، وفي ذات الوقت فإنهم قمة في الأخلاق والسلوك الحضاري حين تعاملوا مع المواطنين من أجل تأمين عودتهم باتجاه المدن التي هجرهم منها أفراد العصابات المجرمة.

 

ولعلها رسالة للجميع أن يستمعوا من الإعلاميين الذين رافقوا وصول الجيش إلى بعض المناطق لحماية أهلها، كيف كان الضباط والجنود يساهمون في تأمين مستلزمات الحياة لأهلهم في تلك المدن والقرى، وكيف كانت الأمهات والأطفال يقبِّلون وجنات هؤلاء الجنود والضباط الذين زرعوا البسمة على شفاه الجميع ووفروا لهم الاستقرار والأمن في منازلهم.

 

وليس غريباً على جيشنا هذا السلوك فهو ابن لهذا الشعب، وهو المتمثل عقيدة القتال ضد الكيان الصهيوني وعملائه، هو الذي أقسم أن يعيش السوريون بأمن وأمان مهما بلغت التضحيات وكبرت.

 

شهداؤنا العظام، يا من كرمتم الوطن باستشهادكم فوق ثراه، ويا من كرمهم الوطن باحتضانه أسركم، ستبقون نبراس العطاء والبذل، وسيُهْزم أعداء الداخل والخارج، بتضحياتكم يتنصر الوطن، فالأمن والاستقرار والحياة السعيدة لشعبكم تصوغها تضحياتكم الآن، فالحوار أساسه الاستقرار، والتطور والإصلاح، أساسه انتزاع السلاح من أيدي المجرمين وداعميهم الذين يحرضون من الخارج، إننا نؤكد أن إرادة الإصلاح والتطوير إنما هي إرادة الشعب السوري بمجمله بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه رائد الإصلاح ومحركه.

 

لقد بات علينا أن نسلم أنه ليس هناك نوعان من الحرية، بل نوع واحد وهو حرية الشعب الذي خرج أمس الأول بالملايين في جميع محافظات القطر، ليقول لا للقتلة، نعم للإصلاح وخيار الحوار وتحصين الوطن وإسقاط الخارج وأعوانه.

 

بقلم: الياس مراد

اخبار الاتحاد