كيف يمكن أن تستمر الماكينة الاعلامية للوبي اليهودي العالمي بتضليل المعلومات ونشر الأخبار الكاذبة، ومحاولة قطع الطريق على مصادر المعلومات التي تأتي من مكان الحدث؟
كيف يتم منع وصول ما تقوم به قوات الاحتلال من ممارسات وحشية إلى الرأي العام؟
كيف يمكن طمس الصورة التي تكشف القصف الهمجي لبيوت المدنيين، والقتل المتعمد للأطفال والنساء والشباب وكبار السن، والتهجير والعقاب الجماعي وتدمير المستشفيات والمدارس وسيارات الاسعاف، والتجويع والحرمان من المياه والوقود؟ الجواب هو أن يصبح الاعلام والاعلاميين هدفاً مباشراً لهذه الوحشية الاسرائيلية.
لا يحتاج الأمر إلى الكثير من التفكير بأن أكثر ما يزعج الكيان الصهيوني هو الكشف عن الجرائم الوحشية التي يرتكبها بحق المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ، ومن الطبيعي أنها تخشى فعل الكلمة ونقل صورة الواقع على حقيقته، وبات واضحاً أن ما يمارسه الكيان الصهيوني من تعديات على الاعلام والصحافة والمجازر التي يرتكبها تضع العالم أمام حقيقة هذا الكيان الإرهابي الذي يستبيح كل المحرمات ويمارس الإرهاب العلني بحق الصحفيين توازيا مع تماديه في الاجرام الوحشي في قطاع غزة.
لكن يبقى السؤال عن حالة الصمت من المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم والموقف السلبي من المنظمات المدافعة عن حقوق الصحفيين، لأن هذا الصمت يبدو أخطر من قتل الصحفيين، لأنه يشجع الاحتلال على المضي في ارتكاب الجرائم، كونه يعرف أن أحداً لن يسأله، ولن يحاسبه أحد عن هذه الجرائم ولا أحد يعاقب من يعتدي على حرية الرأي والتعبير، التي كفلتها كل المواثيق الدولية.
الصمت هو المشكلة الأساسية، واليوم الشعب الفلسطيني يدفع ضريبة هذا الصمت الدولي الذي يشكل غطاء لقوات الاحتلال ويشجعها على مواصلة “جرائم الحرب. وهذا الصمت بدا واضحاً من تلكؤ وتهرب عشرات الدول من المطالبة بعقد جلسة لمجلس حقوق الإنسان واستمرار مواقف كثير من دول أوروبا التي تتجاهل جرائم الحرب الإسرائيلية وآلاف الضحايا من المدنيين الفلسطينيين والخسائر في ممتلكاتهم. والنظر بصمت لوحشية إسرائيل يعني ضوءاً أخضر لها. .. الصمت على تضحيات الصحفيين وإفلات من يستهدفهم من العقاب .. هو الأخطر . مؤسسات وهيئات ومنظمات دولية وعربية وحقوقية وانسانية نائمة ومنحازة وتنأى بنفسها عن حمايتهم .