المرأة الإعلامية السورية والحياة البرلمانية . غادة فهد

المرأة السورية جزء لا يتجزأ من المشهد الإعلامي، فقد لعبت دورًا بارزًا في تقديم الأخبار والتقارير والبرامج التلفزيونية ، وازدادت أهمية دورها مع تصاعد الحاجة إلى تغطية شاملة للأحداث الجارية التي شهدتها سورية منذ عام 2011 وقد أثبتت المرأة الإعلامية قدرتها وجدارتها وأصبحت رمزاً من رموز الشفافية والمصداقية ، وكسبت ثقة الجمهور من خلال نقل الأحداث وإعداد التقارير والبرامج ولا سيما تلك التي تحاكي الجانب الانساني .

وفي الأعوام الأخيرة شهدت سوريا تغيرات كبيرة ، حيث اتجهت البلاد نحو تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار. وهنا برزت المرأة الإعلامية السورية كعنصر فعال في السعي نحو تحقيق تمثيل أكثر توازنًا في المؤسسات الحكومية، بما في ذلك مجلس الشعب . فالانتخابات البرلمانية لعام 2024 تعد نقطة تحول مهمة، نظراً لوجود العنصر النسائي الإعلامي متمثلاً بالإعلامية رائدة وقاف . وهنا نسلط الضوء قليلاً على دور المرأة الإعلامية السورية في عضوية مجلس الشعب ، مع الاشارة إلى التحديات التي تواجهها والفرص التي يمكن أن تستغلها لتعزيز مشاركتها السياسية.

  المرأة في مجلس الشعب

مشاركة المرأة في مجلس الشعب السوري ليست بجديدة ، لكنها كانت محدودة مقارنة بالرجال رغم الجهود المبذولة لتعزيز دورها في الحياة السياسية، فما زالت هناك تحديات ثقافية واجتماعية تعيق وصولها إلى المناصب القيادية. ويترتب على المرأة الإعلامية عدة أمور أثناء عملها البرلماني منها :

·        استغلال الخبرة الإعلامية

المرأة الإعلامية تمتلك مهارات وخبرات فريدة تمكنها من التواصل الفعال مع الجمهور وتقديم القضايا بشكل واضح ومقنع وهذه المهارات تعد ميزة كبيرة في الحملات الانتخابية وفي عملها كعضو في مجلس الشعب.

·        التوعية والتثقيف

من خلال دورها الإعلامي، يمكن للمرأة الإعلامية نشر الوعي حول أهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية، وتثقيف الجمهور حول القضايا الحيوية التي تهم المجتمع. هذه الجهود يمكن أن تساهم في زيادة الدعم الشعبي للنساء.

التحديات التي تواجه المرأة الإعلامية ولعل أبرزها:

·        التحيزات الثقافية والاجتماعية

ما زالت هناك تحيزات ثقافية واجتماعية تفضل الرجال على النساء في المناصب السياسية وهذه التحيزات يمكن أن تؤثر سلبًا على فرص النساء الإعلاميات في الحصول على دعم الناخبين.

·        تعزيز التشريعات الداعمة للمرأة

تعزيز القوانين التي تدعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية يمكن أن يسهم في زيادة نسبة النساء في مجلس الشعب.

·        الدعم الدولي والمحلي

الحصول على دعم من المنظمات الدولية والمحلية التي تعمل على تعزيز دور المرأة في السياسة يمكن أن يكون عاملًا مهمًا في نجاح النساء الإعلاميات. حيث يمكن لهذه المنظمات أن تقدم التدريب والدعم المالي واللوجستي المناسب.

·        الاستفادة من الإعلام الرقمي

الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي توفر فرصًا للإعلاميات للتواصل مع الجمهور و بناء القواعد الشعبية ، ونشر برامجهن الانتخابية بفاعلية.

في نهاية المطاف

المرأة لإعلامية السورية كانت ولا تزال قوة مؤثرة في صياغة مستقبل سوريا السياسي والاجتماعي. ومشاركتها السياسية كعضو في مجلس الشعب لعام 2024 يمثل انعكاساً للتحولات الاجتماعية والسياسية التي تشهدها البلاد . رغم التحديات الكبيرة تبقى الفرص المتاحة أمامها أكبر بكثير لتعزز من مشاركتها في الحياة السياسية.

 

 

اخبار الاتحاد