رفع سقف التطلعات من الحكومة القادمة يبدو مشروعاً وموضوعياً لعدة أسباب أولها التغيير الذي حصل ويحصل سواء في قيادات حزب البعث أو رئاسة الحكومة و الذي تناغم مع معطيات الواقع والمزاج الشعبي وتطلعاته ، وربما هذا يجعل دائر التفاؤل تتسع أكثر بتشكيل حكومة عمل حقيقي , والأمر الآخر الذي يستوجب رفع سقف التوقعات وما هو مأمول أن يكون عنوان الحكومة العمل الحقيقي الممكن وفي مقدمة ذلك الحلول المناسبة لتفاقم المصاعب الاقتصادية والمعيشية وتصويب مشروع الدعم الاجتماعي لا سيما استبعاد مئات آلاف العائلات من الدعم وظاهرة هجرة الشباب وخسارة كفاءات وخبرات نحن بأمس الحاجة لها . إضافة إلى ظاهرة الفساد التي تعتبر من أكثر العوائق التي تواجه النهوض والتعافي من تداعيات الحرب .
قلت غير مرة أن مؤشرات النجاح والعمل الحقيقي على سبيل المثال في وزارة التربية لا تحتاج إلى تفكير كثير .. ومن وقائع العمل والمؤشرات التي لها أثر وطعم ولون والتي تم إنجازها خلال فترة قياسية بعد أن كان يتم ترحيلها أو تجاهلها أو عدم القدرة على اتخاذ القرار الصائب بشأنها فقد تم حسم موضوع الصف التاسع وتجاوز الإشكالية المزمنة في تأمين الكتاب المدرسي إلى حد كبير وكان أيضا القرار النهائي والحاسم بأتمتة معظم المواد في امتحانات الثانوية العامة اعتبارا من الامتحانات القادمة وكذلك علم الجميع بمحاسبة بعض القائمين على المؤسسات التربوية الذين ثبت تقصيرهم أو تورطهم بعمليات فساد …
عمل حقيقي له مؤشرات ودلائل على أرض الواقع . . وهذا هو المأمول من كل الوزارات كي تكتمل الصورة وتكون الحكومة القادمة حكومة عمل ولاشك أن العمل يكون بالتبني وليس بالتمني .