“الفكر التكفيري ومكافحة الإرهاب” في ملتقى البعث الحواري بجامعة تشرين.. البوطي: من يخون الوطن والدين لا وطن ولا دين له
أقامت جامعة تشرين أمس ملتقى البعث للحوار الأول للعام الحالي تحت عنوان “الفكر التكفيري ومكافحة الإرهاب”. وأكد رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الدكتور محمد توفيق البوطي خلال الملتقى أن هذه الفترة الاستثنائية من تاريخ الأمة تتمثل بمواجهة أخطر عدوان إجرامي تتعرض له كونه يستهدف الإساءة إلى الإسلام الذي يسعى العدو الصهيوني لتشويهه ومحاربته بصورة تبعث في النفوس الخوف والكراهية من الممارسات التي تتم من قبل أدوات الإجرام الصهيوني.
وقال الدكتور البوطي: “إن من يخون الوطن والدين لا وطن ولا دين له” والإسلام أعظم من أن يتأثر بممارسات تنسب اليه زورا وبهتانا وقد تجلت الصورة جيدا عندما “انعقد حلف المتآمرين في جنيف الذي ضم دول الاستكبار وخونة الوطن” مقابل وفد الجمهورية العربية السورية الذي حمل اسم سورية من خلال الشرعية والسيادة الوطنية.
وأضاف البوطي.. أن الإسلام لم يسلك طريقه الى قلوب الناس بالإكراه و الإرهاب وواجه الفكر المخطئ بالحوار والمنطق والحجة مشيرا الى أن من يدعي الإسلام من الوهابية والإخوانية والخوارج يمارسون اليوم ممارسات وحشية لم يذكر التاريخ مثيلها “متخفين بالعباءة الدينية و الديمقراطية الأمريكية” التي لم تكن يوما راعية للدعوة الإسلامية المعتدلة حاملين أفكارا فارغة فضللوا الشباب و غرروا بهم و رموهم في أتون المحنة غير مبالين بتدمير الوطن وقتل الإنسان.
وشدد على أن بناء الوطن يكون بمقدرات أبنائه المخلصين لا بولاءات خارجية غايتها سفك الدم السوري من المساجد الى الشوارع لافتا الى ان ما يحدث اليوم من تدمير للبنية التحتية للوطن ومن “إرادة دولية لفرض قيادات مشبوهة على الشعب السوري” لا صلة لها بالوطن من قبل “مجموعة نكرات صنعتها الأيادي الأجنبية” عبر أرضية اساسها تدمير الفكر الإنساني الإسلامي بالتطرف والإرهاب ما يحتم التمسك بالاسلام المعتدل الذي سلك طريق العلم والحق والمنطق والحوار بينما اسلوبهم في الحوار يتبدى في “السرقة و الاغتصاب و مصطلحات الحور العين من قبل نفوس دنيئة” استغلت أسمى الآيات “لأحط الغايات المجرمة”.
بدوره أكد وزير الاوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن الوسيلة التي استخدمت من أجل القتل و الإرهاب و استباحة النساء والأعراض و الاموال و تخريب الوطن و المنشآت هي التكفير لافتا الى انه بواسطتها تم غسل عقول بعض الشباب الغافلين الذين استمروا بتدمير وطنهم و مواطنيهم مبينا ان فكر التكفير لم يكن وليد الأزمة بل هو وليد تاريخ من التآمر على الاسلام والمسلمين والتسامح الديني لسورية.
وأوضح وزير الأوقاف ان سورية تتعرض للعدوان لانها أرض التسامح الديني اضافة الى محاولة تمكين إسرائيل من إلهاء العقل العربي والإسلامي عن فلسطين لافتا الى أن سورية هي دولة الاعتدال والوسطية و المثال الذي يحتذى دينيا و مقاومة.
وشدد الوزير السيد على أهمية اللقاءات مع النخب الفكرية في المجتمع السوري من أجل تدارس ومناقشة فقه الأزمة و ما يتعلق بالمصطلحات التي انتشرت في سورية في الوقت الذي يحاول فيه اعداء الإسلام ان يجعلوا من جرائمهم ستارا دينيا لها داعيا العلماء من خلال واجبهم الى كشف اللثام عن هذه الوجوه لكشف الحقائق وتوضيح المصطلحات لشعبنا و للامة العربية والاسلامية.
وأشار وزير الأوقاف الى ان كبار علماء سورية قاموا بوضع سلسلة فكرية متطورة لتكون منهجا دينيا يعري بالدليل و البرهان جميع المفاهيم و المصطلحات التي أطلقها التكفيريون عنوانها “فقه الأزمة” وستصبح مرجعا دينيا مهما في سورية و العالم الإسلامي عامة لانهم سيجدون الحقيقة في هذه السلسلة التي أصدرتها وزارة الأوقاف في سبيل مواجهة هذه الحرب الفكرية ضد الإسلام.
حضر الملتقى محافظ اللاذقية أحمد شيخ عبد القادر و أمينا فرعي حزب البعث العربي الاشتراكي باللاذقية الدكتور محمد شريتح وجامعة تشرين الدكتور صالح داوود و عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وحشد من الأساتذة الجامعيين والطلبة.