رغم أنني غير متواجد في حلب لكنني أشعر بسعادة وانا أسمع واتابع وقائع العمل ولا سيما لجهة ما قلت عنه يوما في مقال نشرته إن المسؤولية فن وعلم وتستند إلى روح المبادرة وأن تحمل المسؤولية والقيام بها على أكمل وجه لا يحتاج إلى تكليف ولا إلى خوف من المحاسبة أو المسأءلة وإنما هو الرهان الدائم على النجاح وعلى الشعور بالمسؤولية وتحملها بشكل شرف واعتزاز .
اليوم ثمة مؤشر آخر على استمرار مسيرة العمل الناجح في حلب من خلال الوقوف عند ما تم تنفيذه خلال العام الماضي ، وهذه الوقفة التي تابعناها من المكتب الإعلامي بحلب حول الحصاد المثمر لعام مضى هي جزء من آلية العمل الناجحة التي يتسم بها الأداء الإداري في حلب وهي أن تكون هناك وقفة للتأمل والمراجعة ليكون الجميع بصورة ما نفذ ومالم ينفذ وتكون العناوين والأرقام والصور هي المؤشرات على العمل الحقيقي . ولذلك نلاحظ أن الوقائع تشير إلى عمل حقيقي أصبح له أثره من خلال المبادرات والتغلب على الظروف والصعاب ، وفي هذه السياق تأتي الأمثلة كثيرة جداً بدءاً من تأهيل طرق في الريف بطول ٢٥٨٠٠ متر طولي وإنشاء طرق محلية وزراعية بطول بطول ١٦٨٠٠ متر طولي ، وتأهيل ١١ مدرسة في ريف المحافظة تضم ٧٢ قاعة صفية بالإضافة إلى تأمين ٥٧٥ مدفاة للمدارس ، وتأهيل ٥١ مدرسة ١٢ في المدينة و٣٩ في الريف ، وافتتاح مشفى ميداني بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي ، وتأهيل ٥ مراكز صحية في ريف المحافظة ، ونلاحظ أن عدد المشاريع التي تم تنفيذها في مدينة حلب بلغ أكثر من ٧٨ مشروعا ، كما تم الانتهاء من بناء وحدتين سكنيتين في منطقة هنانو مخصصتين للسكان المنذرين بالهدم ، وتأهيل ٣ محطات كهربائية ، تركيب ١٦٣ مركزاً تحويلياً ، تأهيل مخبزين ليصبح عدد المخابز الإجمالي بالمحافظة ٢٠٦ مخابز .. وناوين أخرى كثيرة .
خلاصة القول وبالعودة إلى ما قلناه سابقا خلال زيارة لحلب العام الماضي بأن الأمر وسر النجاح يتعلق بآليات ومنهجية العمل ، ويتعلق بنشوة حلب المنتصرة والإصرار على أن يكون النصر المضاعف هو أن تعود حلب أفضل مما كانت عليه لتثبت للعالم كله إرادة التحدي وتؤكد أن حلب تظل القصد وهي السبيل ، وأكرر هنا اليوم أيضاَ أننا كلما تابعنا قصص نجاح لمسؤولين لهم بصمة تختلف عن غيرهم، نستذكر أن هناك من المسؤولين يهتمون بكل شيء ويعطون كل شيء حقه، ويؤكدون أنهم على قدر المسؤولية المؤتمن عليها، وبالمقابل هناك من هو مشغول بترحيل المسؤوليات، ويفتقر لروح المبادرة وتبرير تقصيره بشماعة الظروف الصعبة ، تحية لحلب المنتصرة . ولأهلها ولكل البصمات التي تستحق الشكر ، تحية لمحافظ حلب الذي يقدم كل يوم المثال الأنصع عن الأداء النموذجي الأمثل عبر المبادرات وأيضاً إرادة التحدي في التغلب على الصعاب .
Prev Post