طرق الصحفيون سابقاً، وعلى مدار سنوات معظم الأبواب الرسمية أملاً في النظر إلى واقعهم ومعالجة المنغصات في عملهم، لكن الاستجابة لم تكن بمستوى الطموحات والأماني، التي عولوا عليها قبل تلك اللقاءات، لأنهم اصطدموا مراراً بعبارة ” للتريث”.
وكانوا على الدوام يتساءلون، لماذا تلك الأبواب موصدة أمام طروحاتهم ومطالبهم المحقة؟، أسوة ببقية المنظمات الشعبية على الأقل.
اليوم وبعد استقبال السيد الرئيس بشار الأسد للمكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين، في اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين، يشعر الصحفيون أن باب الأمل فتح أمامهم لتحقيق مطالبهم، التي لم تستجب لها العديد من الحكومات منذ زمن، وكان الاجتماع كما وصف اجتماع عمل لمعالجة جميع القضايا المزمنة التي عانى منها الصحفيون، ولم يخل مؤتمر من مؤتمرات اتحادهم، إلا وكانت حاضرة في طروحاتهم.
اللقاء كما جاء على لسان المعنيين في اتحاد الصحفيين، اتسم بتشخيص كل الأمور التي تسهم في دعم دور الاتحاد، وتحسين أوضاع الصحفيين، وحل بعض المشكلات المزمنة، ولا سيما ما يتعلق بالمشاريع الاستثمارية، وإيجاد الحلول المناسبة والفورية لها، بعد المذكرة الشاملة التي أعدها المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين، حول كل القضايا المتعلقة بالعمل الإعلامي والإعلاميين، وشؤون الاتحاد النقابية، وسبل تفعيل دوره وتجاوز الصعوبات الموجودة.
نأمل في المؤتمر القادم الذي سيعقد خلال أيام قليلة، أن يعرض المكتب التنفيذي نتائج المتابعة لتلك الأمور بالتفصيل، وأن تلتزم الجهات الرسمية المعنية بالتوجيهات التي ستصدر عن اللقاء لإنجازها بأسرع ما يمكن، وخاصة ما يتعلق بالاستثمارات الخاصة بالاتحاد، لأن إنجازها سينعكس إيجاباً على قطاع الإعلام بشكل عام، والزملاء على وجه الخصوص، تجاه تعويضاتهم المادية، وخاصة ما يتعلق بتقاعدهم، الذي يخجل المرء في الحديث عنه، كونه لا يتجاوز 18 ألف ليرة شهرياً، وهو الأسوأ بين جمع النقابات المهنية، التي تفوق ذلك بكثير، فالعمل الصحفي عمل فكري ويعتبر من الأعمال المجهدة، التي تتطلب الوقت والجهد والتعب والصبر لإنجازه بالشكل الأمثل، لتعزيز الإيجابيات وتلافي الأخطاء التي تقع في مختلف قطاعات المجتمع ومفاصله المختلفة، ومعالجتها بالصورة المفيدة لبناء المجتمع.